يا قلب قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ، – ابن المعتز
يا قلب قد جدّ بينُ الحيّ فانطلقوا ، … علقتهم هكذا حيناً وما علقوا
فتلكَ دارهمُ أمستْ مجددة ً ، … وبالأبارِقِ منهم مَنزِلٌ خَلَقُ
كأنّ آثارَ وحشيّ الظباءِ بها … درعٌ تخلفهُ أظلافهُ نسقُ
لا مثلَ من يعرفُ العشاقُ حبهمُ ، … بل أنتَ من بينهم تشقى بمنتمقُ
نأوا بليلٍ ، فزموا كلَّ يعملة ٍ ، … و يعملٍ جملٍ في أنفهِ الحلقُ
يَلقَى الفَلاة َ بخُفٍّ لا يَقَرُّ بها، … كأنّ تنقيطهُ في تربها طبقُ
إني وأسماءَ والحَيَّ الذينَ غَدَوا … بها على الكُرهِ من نفسي وما وثِقُوا
لكَالرَّبيطِ، وقد سيقَتْ قَرينَتُهُ، … ينازعُ الحبلَ مشدوداً وينطلقُ
فطيروا القلبَ وجداً بينَ أضلعهِ ، … و عذبوا النفسَ حتى ما بها رمقُ
كأنّني ساوَرَتني، يومَ بَينِهِمُ، … رَقشاءُ مَجدولة ٌ في لونِها بُرَقُ
كأنّها، حينَ تَبدو من مَكامِنها، … غصنٌ تفتحَ فيهِ النورُ والورقُ
ينسلُّ منها لسانٌ يستغيثُ بهِ ، … كَما تَعوّذَ بالسّبّابَة ِ الفَرِقُ
ما أنسَ لا أنسَ ، إذ قامتْ تودعنا … بمقلة ٍ جفنها في دمعها غرقُ
تفترُّ عن مقلة ٍ حمراءَ موقدة ٍ … تكادُ لولا دموعُ العينِ تحترقُ
كأنّها، حينَ تَبدو من مَجاسِدها، … بَدرٌ تَمَزّقَ في أركانِهِ الغَسَقُ
و فتية ٍ كسيوفِ الهندِ قلتُ لهمْ : … سيروا قما أخطأُوا قولي وما خرقوا
ساروا وقد خضَعَتْ شمسُ الأصيل لهم … حتى توقدَ في ثوبِ الدجى الشفقُ
لحاجة ٍ لم أُضاجعْ دونَها وَسنَاً، … وربّما جابَ أسبابَ الكَرى الأرَقُ
لا أشرَبُ الماءَ إلاّ وهوَ مُنجَرِدٌ … من القذى ولغيري الشوبُ والرنقُ
عزمي حسامٌ ، وقلبي لا يخالفهُ ، … إذا تخاصمَ عزمُ المرءِ والفرقُ
مَيتُ السّرائرِ ضَحّاكٌ على حَنَقٍ، … ما دامَ يعدزُ عن أعدائيَ الحنق