يا عمرو فخراً فقد أُعْطيتَ منزلة ً – ابن الرومي
يا عمرو فخراً فقد أُعْطيتَ منزلة ً … ليست لِقَسٍّ ولا كانت لشمَّاسِ
للناس فيل إمامُ الناس مالكُهُ … وأنت يا عمرو فيل الله لا الناس
عليك خُرطوم صدقٍ لا فُجعتَ به … فإنه آلة ٌ للجود والباس
لو شِئتَ كسباً به صادفتَ مُكتسَباً … أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس
من ذَا يقومُ لخرطوم حُبيتَ به … إذا ضربتَ به قِرناً على الراس
أو من يَرَاهُ فلا يُعْطيك خِلْعَتَه … لا تُكذَبنَّ فما بالصدق من ناس
سَقَيتني كأس ذلٍ يوم تَحْجُبني … فاشربْ بكأسي فإن الكاس بالكاس
حَسوتُ منها مراراً يا أبا حسنٍ … فاصبر فإنك أيضاً مثلها حاس
لا تَحمدنّي وشعري إن لبست بنا … وإنْ خَضَمْتَ بأَشداقٍ وأضراس
واشكر لخرطومك المُجدي فأنت به … من قبل شِعري وقبلي طاعمٌ كاس
لأَنت أشهرُ قبل الشِّعر من عَلمٍ … عليه نارٌ ومن مرآة بُرجَاس
حملتَ أنفاً يراهُ الناسُ كلُّهُم … من رأسِ ميل عياناً لا بمقياس