يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ، – ابن المعتز
يا حادِيَ الأظْعانِ أينَ تُرِيدُ، … إنّي بمَن تَحدو بِهِ لكَميدُ
قامتْ تُودّعني، كغُصْنٍ ناعمٍ، … ضربتهُ كفُّ الريحِ ، فهو يميدُ
فوَضَعتُ وَجدي بالتنفّسِ والبُكا، … وَرَأيتُ ماءَ المُزْنِ كيفَ يَجودُ
بالمُكتفي كُفِيَ الأنامُ هُمومَهم، … وغَدا عليهمْ طالِعٌ مَسعودٌ
جاؤوكَ يحشرُهمْ إليكَ مَحَبّة ٌ، … طوْعاً، وسيفُكَ عنهمُ مَغمودُ
ولَطالَما ظَمِئتْ إليكَ نفوسُهم، … و طريقُ بابك عنهمُ مسدودُ
فالآن أعتبهم بملككَ دهرهمْ ، … و حلا ، ولانَ العيشُ ، وهو شدسدُ
يدُ حاتمٍ كبنانهِ لشمالهِ ، … ما حاتمٌ مع مثلِهِ مَعدُودُ
لو ظلّ يملكُ حاتماً أعطاكهُ ، … هبة ً ، ولم يرَ أنّ ذلكَ جودُ
في كلّ كفًّ منه خمسة ُ أبحرٍ ، … يَسقي الحوائمَ ماؤها الموْرُودُ
سرتْ بوطأتهِ المنابرُ ، إذ علا … دَرَجاتِها، واخضَرّ منها العُودُ
فكأنّهُ قَمَرٌ سرَى في لَيلَة ٍ، … فظلامها عن نورها مردودُ
ماضٍ على العَزماتِ ينصرُ رَأيَهُ، … من ربّهِ التّوفيقُ، والتّسديدُ
لمّا رَأوْا أسدَ الحرُوبِ، وفوْقَهم … شحجرُ القنا ، وثمارهنّ حديدُ
وقد انتضَوْا هِنديّة ً مصقولَة ً … بِيضاً، وجوهُ الموتِ فيها سودُ
أخفوا ندامتهم ، وعجلَ حينهم … ضَربٌ وطعنٌ ليسَ عنه مَحِيدُ
فاشدد يديكَ على عنانِ خلافة ٍ ، … لك إرثها ، وبقاؤها الممدودُ