هل يجهل السمت من يستوضح الطرقا – ابن دارج القسطلي

هل يجهل السمت من يستوضح الطرقا … أو يبعد الشمس من يستيقن الغلقا

قد خبرت دوحة المجد التي كرمت … عن معتلى ذلك الغصن الذي بسقا

لله عين رأته وهو بدر دجى … يوما أهل فجلى نوره الأفقا

وكم رأينا وجوه الروض ضاحكة … في رائح راح أو في بارق برقا

أنجبته يا وزير الملك مدخرا … لفجأة الخطب إن غادى وإن طرقا

وفارسا لغمار الروع مقتحما … وصارما في يمين الملك مؤتلقا

وقد يرى في نواحي المهد مبتدرا … إلى الطعان وكرات الوغى قلقا

تدنى ملاعبه منه فليس يرى … غير السنان وغير الرمح معتلقا

للبر أول ما قامت به قدم … سعيا وللحق أولى نطقة نطقا

حتى غدا بكتاب الله معتصما … يحبى بخطة عز كلما حذقا

أ ثم استمر إلى العلياء مفتتحا … معاقل الفخر لا نكسا ولا فرقا

تلقاه من دونها الأيام متثدا … بالجد مشتملا بالحزم منتطقا

وقد أحاطت أزاهير النعيم به … فصير العلم فيها روضة الأنقا

وما غدا غير كأس المدح مصطبحا … ولم يرح غير كأس المجد مغتبقا

مفجر الكف جودا والجبين سنا … ومفعم الجيب نصحا والضمير تقى

قد شرد الظلم عن أوطان شيمته … فلم يدع منك لا خلقا ولا خلقا

حتى فرايتك اللاتي سموت لها … قد حازها مثلما قد حزتها نسقا

وما انثنى الأمل المعطي رغائبه … فيه ولا وقف الظن الذي صدقا

حتى يوفى الذي وفيت في عجل … ومثله إن سعى في مثلها لحقا

فقد رأت أنه حقا له خلقت … كما رأى أنه حقا لها خلقا

مشيع السعي لم يبهر له نفس … حتى أتى الغاية القصوى وقد سبقا

ما احتاز ذو همة في المكرمات مدى … بمجهد الشأو إلا احتازه عنقا

لم يأن أن يعلق البيض الحسان وقد … أضحى فؤاد العلا صبا به علقا

ولا انثنى لعناق الخود بعد وقد … يبيت للشرطة العلياء معتنقا

غراء راحت عليه وهو بغيتها … فأصبح الدهر من أنفاسها عبقا

وأصبح العرض في آثاره أسفا … يعلل النفس أن تستبقي الرمقا

إن يشج ألا يسمى عارض أبدا … يسله أن يسمى عارضا غدقا

فالحمد لله راح الغصن معتليا … والسيف منصلتا والبدر متسقا

منا من الله والمولى الذي مطرت … سماؤه الدر بله التبر والورقا

مستيقنا أن شمل الملك مجتمع … يوما إذا كان شمل المال مفترقا