نبَّهْتُ للنّأْي عُيونَ الرّفاقْ – عبدالغفار الأخرس

نبَّهْتُ للنّأْي عُيونَ الرّفاقْ … والليلُ قد مدَّ علينا رواق

وربَّ سكران بخمر الكرى … أَفَقْتُه بالعَذل حتّى أفاق

قلتُ له من رامها صعبة ً … حَثَّ المراسيلَ إليها وساق

ماذا التّواني عن طلاب العلى … أَلا تحنّون حنين النياق

لا کكتحلت أجفانكم بالكرى … ولا تصدَّيتمْ إلى غير شاق

إنَّ معاصاة الكرى للعلى … ألذَّ من طوع الهوى للعناق

فشمِّروا للمجد إنّي أرى … مكابدات الذل ما لا تطاق

إنّ جنى النحل لمشتاره … بالذل لو فكرت مرّ المذاق

هذا وفيكم همّة ٌ ترتقي … مراقيَ النجم وأعلى مراق

لئن تقرَّبتم إلى عزَّة ٍ … فَقَدْ يعودُ البدرُ بعد المحاق

والحرُّ إنْ حاوَلَ أمنيَّة … حاولها فوق الجياد العتاق

وميَّزَ البُعدَ على غيره … ولا يريد الوصلَ بعد الفراق

فلم يكونوا يوم نبَّهتهم … إلاّ كما انضيتُ بيضاً رقاق

ووافقتني منهم غلمة ٌ … لا يعرفونَ الودَّ إلاّ الوفاق