نبّهتُ سعداً والأفقْ – مهيار الديلمي

نبّهتُ سعداً والأفقْ … أدهمَ شارفَ البلقْ

وصادحَ الفجرُ على ال … مفحصِ بعدَ ما نطقْ

فارتاعَ ثمَّ قامَ فاه … تزَّ لها ثمَّ انطلقْ

لهفانْ لا على الكرى … حيرانُ لا منْ الفرقْ

مدارياً أجفانهِ … بينَ السهادِ والأرقْ

وقالأمرك ما … ذاكَ عرا وما طرقْ

اصدعْ بهِ امضِ لهُ … أطقتهُ أو لمْ أطقْ

قلتُ الجلوسُ في كسو … رِ البيتِ أفنٌ وخرقْ

والعزَّ ما أفادهُ … هجرُ الجدارِ والفرقْ

راخِ لها فادنُ بها … ناشطة ً منَ الرِّبقْ

يبزلها استنانها … بينَ المثاني والحققْ

لها منْ اعتيادها … أدلّة ٌ على الطُّرقْ

تغني إذا اللّيلُ دجا … عنْ النجومِ بالحدقْ

قمْ نشترِ العزّ بها … بيعَ النضار ِبالورقْ

وافككْ منَ العارِ بها … عنقكَ وخدّاً وعنقْ

والمرءُ في دارِ الأذى … عبدٌ فإنْ سارَ عتقْ

جبْ طبِّقْ الأرضَ بنا … فما على الأرضِ طبقْ

قدْ مزجَ النّاسُ فكمْ … تشربُ شوباً ورنقْ

خانَ الثقاتُ فبمنْ … ندفعْ ضيماً أو نثقْ

وا لهفتي إلى صدي … قٍ قالَ خيراً فصدقْ

وصاحبٍ مستصرخٍ … يسمعُ الشكوى فيرقّْ

طار الوفاءُ فترى … بأيِّ جوٍّ قدْ لحقْ

لولا ابنَ أيوّبَ لما … خلتُ أخا صدقٍ صدقْ

ولا رأيتُ خلقاً … يعجبُ منْ هذي الخلقْ

لمْ تتركْ الأيّامَ غي … رَ مجدهِ ولمْ تبقّْ

على عميدُ الرؤسا … ءِ وقفَ الظنُّ المحقّْ

والنّاسُ ما عدوتهُ … خوالبُ البرقِ الشفقْ

يفديهِ كلُّ وغرٍ ال … صّدرُ على الفضلِ حنقْ

دعاؤهُ لوفرهِ … جمعتهُ فلا افترقْ

لمْ ترتدعْ بعرضهِ … سيادة ٌ ولمْ تلقْ

قدْ غلطَ الدّهرُ لهُ … حمقاً وفي الدّهرِ حمقْ

فما لهُ منْ سوددِ ال … أوحدِ إلاّ ما سرقْ

سقى الحياة ُ كفّاً إذا … جفا الحيا فهي تدقْ

وحيّتْ النعمة ُ منْ … أعطى منها ما استحقّْ

مصطحباً منْ نشوا … تِ المكرماتِ مغتبق

مذْ سكرتْ أخلاقهُ … منَ السماحِ لمْ يفقْ

راهنَ في شوطِ النّدى … جرى الرياحَ فسبقْ

وحالمَ الطودَ فخ … فَّ الطودُ عنهُ ونزقْ

أبلجَ نورُ وجههِ … يخطفُ عيني منْ رمقْ

وسائدَ الدستِ بما … شعشعْ منهُ تأتلقْ

يطمعُ فيهِ بشرهُ … إذا استدرَّ فاندفقْ

وتوئسِْ الهيبة ُ منْ … حصاتهِ أنْ تسترقْ

فعفوهُ ليلٌ ندٍ … وبطشهُ يومٌ صعقْ

ناصحْ للخليفتينِ … حدثُ الرأى شفقْ

وردَّ في نصابهِ … ما كانَ شذَّ ومرقْ

مستدركاً بنصحه … ثغرة َ كلِّ ما انفتقْ

سارَ منَ العدلِ على … محجَّة ٍ لمْ تخترقْ

متّسقاً سعى الإما … مُ نسقاً بعدَ نسقْ

على اقتفاءِ أمرهِ … في كلِّ ما جلَّ ودقّْ

فالباسُ والإسلامُ في … جماعة ٍ لا تفترقْ

نظمتَ دارَ الملكِ ح … تّى التأمتْ وهي حذقْ

ينسخْ إيمانكَ في … ها شرعَ كلَّ منْ فسقْ

وهي الّتي يختبرْ ال … مبطلُ فيها والمحقْ

وتلتقي الطاعاتُ في … أبوابها وتتفقْ

ويستوي الملوكُ في … ها خاضعينَ والسُّوقْ

رعيتها بمرهفٍ … أجفانهُ لا تنطبقْ

يمضي مضاءَ السيفِ قدْ … جرَّبتهُ إذا مشقْ

تخالُ صبغَ النَّقسِ في … سنانهِ صبغَ العلقْ

يصدرْ عنْ تنفيذهُ … باللطفِ ما عزَّ وشقّْ

فالرمحُ منهُ مااستقام … واللّواءُ ما خفقْ

فلا عدمتَ آسيا … كدَّ العلاجَ فرفقْ

يبرمُ ما يفتلُ بال … حزمِ ويفري ما خلقْ

أنتَ الّذي خلصتَ لي … والنّاسُ غدرٌ وملقْ

أسغتني الودَّ وهمْ … بينَ الغصاصِ والشرقْ

عهدٌ حديثٌ بالوفا … ءِ عهدهُ وإنْ عتقْ

تجدُّهُ لبستهُ … وكلُّ ملبوسٍ خلقْ

كمْ حادثٍ عنّي أمط … تَ بعد ما كانَ علقْ

ومثقلٍ حملتهُ … لولا قواكَ لمْ يطقْ

فما لإعراضٍ طرا … ينسخُ إقبالاً سبقْ

وما لسانعن بذي … ّاتي بعدَ ما عشقْ

يتركهنَّ باردَ ال … قلبِ يعالجنَ الحرقْ

يندبنَ آثاراً وعهدا … كانَ حرّاً فأبقْ

وعيشة ً عندكمُ … بيضاءَ خضراءَ الورقْ

معْ النسَّياتِ غرابُ ال … هجرِ فيها قدْ نعقْ

تشكو الظما بحيثِ … كنَّ أبداً تشكو الغرقْ

ما طرقتْ في حاجة ٍ … باباً لكمْ إلاّ غلقْ

هذا على اقتناعها … منكمْ بما بلَّ الرمقْ

وأنّها لا تستبلُّ ال … ماءَ حتّى تختنقْ

وهي على جفائكمْ … تحنو عليكمْ فترقّْ

فما تغبُّ وافدات … ٍرفقاً على رفقْ

لا يلتوي عنكمْ لها … لا ناظرٌ ولا عنقْ

تبضعكمْ جوهرها … أكسدَ فيكمْ أو نفقْ

تهدي إلى أعراضكمْ … نشراً إذا سارَ عبقْ

في كلِّ يومٍ حسنهُ … وحسنها لا يفترقْ

تجلي لكمْ في حليها … موشَّحاً ومنتطقْ

تضمنْ ألفاً مثلهُ … يأتي بها على نسقْ