للناس فيما يكْلَفُونَ مغارمٌ – ابن الرومي

للناس فيما يكْلَفُونَ مغارمٌ … عند الكرامِ لها قضاءُ ذِمامِ

ومغارمُ الشعراءِ في أشعارهم … إنفاقُ أغمارٍ وهجرُ منام

وجفاءُ لذَّاتٍ ورفضُ مكاسبٍ … لو خُولفتْ حُرِستْ من الإعدام

وتشاغلٌ عن ذكر ربٍّ لم يزل … حسنَ الصنائعِ سابغَ الإنعام

مَنْ لو بخدمته تشاغَلَ مَعْشرٌ … خدموكُمُ أجدى على الخُدّام

أفما لذلك حُرمة مَرْعية … إنَّ الكرامَ إذاً لغيرُ كرام

لم أحتسِبْ فيكَ الثوابَ بِمدْحَتِي … إيّاك يابن أكارمِ الأقوام

لو كان مَدْحي حِسبة ً لم أكسه … أحداً أحقَّ به مِن الأيتام

فاقبلْ مديحاً والقهُ بثوابِه … أوْ لا فدعْهُ لغارمِ غنام

لا تَقْبلنَّ المدحَ ثم تَعُقُّهُ … وتنامُ والشعراءُ غير نيام

واحذَرْ معرَّتَهُمْ إذا دانيتهمْ … فلهُمْ أشدُّ معرة ِ العُرَّام

واعلم بأنهمُ إذا لم يُنصفوا … حكموا لأنفسهِم على الحكامِ

وظُلامة ُ العادي عليهمْ تنقضي … وعِقابُهمْ يبقى على الأيام