للمادحونَ اليومَ أهلَ زماننا – ابن الرومي
للمادحونَ اليومَ أهلَ زماننا … أوْلى من الهاجين بالحرمانِ
كم قائل لي منهمُ ومدحتُهُ … بمدائح مثل الرياض حِسانِ
أحسنتَ ويحكَ ليس فيَّ وإنما … أستحسنُ الحسنات في ميزاني
ياشاعراً أمسى يحوك مديحَه … في شرِّ جيل شرِّ أهلِ زمانِ
ماتستحق ثوابَ من كابرتَهُ … ورميته بالإفك والبُهتان
قومٌ تذكِّرهم فضائلَ غيرهم … فيروْن مافيهم من النقصان
فإذا مدحتَهُم فتحت عليهمُ … بابا من الحسراتِ والأحزان
ظلمَ امرؤٌ أهدى المديح لمثلِهم … ثم استثابَ مثوبة َ الإحسانِ
أيفيدهم أسفا ويطلب رِفدَهُم … لقد اعتدى وألظَّ في العدوان
قد أحسنوا وتجشموا كُلّ الأذى … إذْ أهْدفوه مسامعَ الآذان
ذهب الذين يهزُّهُم مُدَّاحُهُم … هَزَّ الكُماة عواليَ المُرَّان
كانوا إذا مُدحوا رأوا ما فيهمُ … فالأريحيَّة ُ منهمُ بمكان
والمدحُ يقرعُ قلب من هُو أهلُهُ … قرعَ المَواعِظ قلبَ ذي إيمان
فدع اللئامَ فما ثوابُ مديحهم … إلا ثوابُ عبادة ِ الأوثان