لك الشرف الباقي وان رغم العدى – محمد حسن أبو المحاسن

لك الشرف الباقي وان رغم العدى … ابي الله الا ان تدوم مخلدا

ترديت بالمجد الاثيل ومالهم … إذا اجتذبوا ذاك الرداء سوى الردى

وما أنت الا الشمس في الأرض مالها … غناً عن سواها فهي تطلع سرمدا

وما لنظام الكون غيرك كافل … لك الله فاسلم كي نعيش ونسعدا

بنورك تهدي من اضل سبيله … وفي الدين والدنيا بطلعتك الهدى

نشرت لواء العدل في كل بلدة … وساويت فيها بالمسود المسودا

واسبغت ظل الامن فيها فلم يخف … شذاتك الا زائغ جار واعتدى

وقد زعم الاعداء انك عثرة … الا لا اقال الله عثرة من عدا

طلعت بعلم مستنير عليهم … وقد كابدوا ليلا من الجهل اسودا

لك الفضل والاحسان في مدنية … بها لبسوا برد الرقي المجددا

جزى الله عنك الظالمين نكاية … تقوض من بنيانهم ما تشيدا

بما اقتبسوا من نور كتبك جهزوا … كتائب تذكو نارهن توقدا

وكم قد سعوا يا خيب الله سعيهم … وغادر ذاك الشمل منهم مبددا

يرومون منا ان نعيش اذلة … وينقاد منا كل صعب معبّدا

ومن دون خلع العز لبس عجاجة … تمج ببيض الهند اشقر مزبدا

وما نقموا منا سوى الدين انه … قذى يعتري طرفاً من الشرك ارمدا

فكم جهدوا ان ينقضوا منه مبرما … وان يهدموا منه بناء موطدا

ولولا دفاع الله عن سرح دينه … لعاث به الوحش الذي بات مرصدا

إذا قصد التثليث دين محمد … بسوء ابي التوحيد الا محمدا

وكعبتنا من شاهق العز في حمى … تحدر عنه كل من جاء مصعدا

وطيبة قد عزت واضحى منالها … على الرجس من نيل الكواكب ابعدا

وان نفوس المسلمين جميعها … فداء لأرض ضمت الطهر أحمدا

وما اجمات الاسد الا مشاهد … باعتابها تهوى الجبابر سجدا

على جثث القتلىطريق اجتيازهم … إليها يدوسون القنا المتقصدا

أتمنع يا ثغر العراق فتحتمي … بعزك أم تعطي على ذلة يدا

فإن تكن الأولى فيا رب موطن … شهدت فأضحى للحفيظة مشهدا

وان تكن الأخرى فانك جالب … على العرب الأمجاد عارا مخلدا

ألا إنه يوم المحامد فاستبق … إلى الحمد واحذر ان تذم به غدا

أسرت معالي أمة عربية … فاطلق أسيرا في حماك مقيدا

وان أسير المجد غال فداؤه … وليس سوى بذل النفوس له فدا

فيا معشر العرب البواسل جردوا … ضباً آذنتها الحرب ان تتجردا

تعودتم خوض الغمار وانما … لكل امرئ من دهره ما تعودا

فما العز إلا ان تشام وتنتضي … وما الذل إلا ان تشام وتغمدا

وما هي إلا جولة الخيل شزبا … عوادي يحملن الوشيج المسددا

وهبوا لها شيباً ومردا فإنكم … امام عدو قد طغى وتمردا

ولا تلبسوا إلا القلوب فإنها … سرابيل بأس لا الدلاص المسرادا

بكل فتى يمشي العرضنة في الوغى … ويمضي إذا الهيابة النكس عردا

مطاعين تحمر القنا في اكفهم … وتخضر منها بالجود والندا

بآية من سيم الظلامة منكم … تنمروا ستعدى الحسام المهندا

إلام وكم نغضي الجفون على القذا … ألم يأن ان نستوبئ الذل موردا

وقد وعد الرحمن نصرة دينه … ولن يخلف الرحمن للنصر موعدا

لك الخير كن فيه المفدى وانني … أعيذك فيه أن تكون المفندا

أفي كل يوم في صميم وانني … رواح لغارات الصليب ومغتدى

مراكش تشكو والجزائر مثلها … تكايد ما يفري قلوبا واكبدا

وتونس بعد الأنس أوحش ربعها … وأصبح فيها الجو اقتم أربدا

وان شئت ان تذري على الدين عبرة … على ان فيض الدمع لا ينقع الصدا

فعج في طرابلس وقف متلهفا … على ربع مجد قد عفا وتابدا

وما نسيت بالروملي وقائع … يطيش عليها حلم من قد تجلدا

وفي الهند فاصرف نحوها العين كي ترى … بها الظلم يبدو للعيان مجسدا

وقد خملت بعد النباهة والعلا … وقد املقت بعد الرغائب والجدا

واغنى بلاد الله كانت وعهدها … قريب فاضحت للخصاصة معهدا

جواهرها عادت لجورج غنيمة … يحلى بها تاج العلاء المنضدا

وان جئت مصرا وهي دار فضيلة … بها القوم قد طابوا نجارا ومحتدا

فابلغ رجال الحل والعقد منهم … نشيد لهيف يقذف الجمر منشدا

وقل لهم كيف الرقاد على الذي … يبيت كريم القوم منه مسهدا

وقد تم على شوك الهوان كانكم … سقيتم ولا ساق سوى العجز مرقدا

هلموا لكي نسترجع المجد والعلى … وينصر منا البعض بعضاً ويسعدا

فان التي كنتم ترومون نيلها … دنا شأوها منكم وقد كان ابعدا

لنا باجتماع الشمل عز وانه … اساس عليه عزنا قد تمهدا

وما اقتنص الاعداء منا سوى الذي … يشذّ فيغدوا ضاحياً متفردا

ومن كان عيش الذل غاية قصده … فلا حاز مأمولا ولا نال مقصدا

ومن سكنت جنبيه نفس كريمة … يعيش كريماً أو يموت فيحمدا

إذا الشعب لم يشعب صدوع كيانه … بحد الضبا راح الكيان مهددا

فلا تجعلوا غير العزائم عصمة … ولا تطلبوا غير الصوارم منجدا

وما كالحسام العضب للداء حاسم … وناهيك بالآسي إذا هوجردا

به يتجلى الحق ابلج واضحاً … سناه ببرق من شباه توقدا