لقد كدت لولا الحلم تدرك حفظتي – الفرزدق

لقد كِدتُ لَوْلا الحِلمُ تُدرِكُ حِفظتي … على الوَقَبَى يَوْماً مَقَالَةُ دَيْسَمِ

وَنَهنَهتُ نفِسي عَن مُعاذٍ وَقد بَدَتْ … مَقاتلُ مَجْهُورِ الرّكِيّةِ مُسَلمِ

وَلوْلا بَنُو هِنْدٍ لَنالَتْ عُقُوبَتي … قُدامَةَ أوْلى ذا الفَمِ المُتَثَلِّمِ

ولَكِنّني اسْتَبْقَيْتُ أعَراضَ مازِنٍ … لأيّامِهَا مِنْ مُسْتَنِيرٍ وَمُظْلِمِ

أُنَاسٌ بِثَغْرٍ مَا تَزَالُ رِمَاحُهُمْ … شَوَارِعَ مِنْ غَيرِ العَشيرَةِ في الدّمِ

لَعَصّبْتُهُ مِمّا أقُولُ عِصَابَةً … طَوِيلاً أذاها مِنْ عِصَابَةِ قَيِّمِ

عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرَابيعِ بَيْتَهَا … عَليّ، وَقَالَتْ لي بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ

إذا أنَا لمْ أجْعَلْ مَكانَ لَبُونِهَا … لَبُوناً وَأفْقَأْ نَاظِرَ المُتَظَلِّمِ

وَنَابُ اليَرَابيعِ التي حَنَّ سَقْبُهَا … إلى أُمّهِ مِنْ ضَيْعَةٍ عِندَ دَهشَمِ

تَجاوَزْتُما أنْعامَ بَكرِ بنِ وائِلٍ … إلى لِقْحَتَيْ رَاعي نُعَيمِ بنِ دِرْهَمِ

فَلَوْلا ابنُ مَسْعُودٍ سَعيدٌ رَمَيْتُهُ … بِنافِذَةٍ تَسْتَكْرِهُ الجِلدَ بِالدّمِ