لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ – جرير
لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ … و صدعَ نية َ الأنسِ الحلالِ
أمِنْ طَرَبٍ نَظَرْتَ غَداة َ رَهْبَى … لِتَنْظُرَ أيْنَ وُجّهَ بِالجِمَالِ
وَما كَلّفتَ نَفسَكَ مِنْ صَديقٍ … يميناً ويبخلُ بالنوالِ
لقدْ تركتْ حوائمَ صادياتٍ … و تمنعُ صفوذي حببٍ زلالِ
و قالتْ فيمَ أنتَ منَ التصابي … متى عهدُ التشوقِ والدلالِ
فَما تَرْجُو وَلَيسَ هَوَى الغَوَاني … لأصْحَابِ التّنَحنح، وَالسّعالِ
دَعيني إنّ شَيْبَي قَدْ نَهَاني، … وَتَجْرِيبي، وَشَيبيَ، وَاكتِهالي
رَأتْ مَرَّ السّنينَ أخَذْنَ مني، … كمَا أخَذَ السَّرَارُ مِنَ الهِلالِ
وَمَنْ يَبْقَى على غَرَضِ المَنَايا، … وَأيّامٍ تَمُرّ مَعَ اللّيَالي
ألَمّ بِنَا الخَيَالُ بذاتِ عِرْقٍ، … فَحَيّا الله ذَلِكَ مِنْ خَيَالِ
فانَّ سراكِ تقصرُ عنْ سرانا … و عنْ وخدِ المخدمة ِ العجالِ
لَقَدْ أخْزَى الفَرَزْدَقَ إذْ رَمَيْنَا … قوارعُ صدعتْ غرضَ النضالِ
فإنّ لآخِرِ الشّعَرَاء مِنّي، … كَمَا للأوّلِينَ مِنَ النَّكَالِ
مواسمَ ما بقيتُ لهمْ وبعدي … مواسمُ عندَ حزرة َ أو بلالِ
على أنفِ الفرزدقِ لوْ نهاهمْ … جَدِيد مِنْ وُسُوميَ غَيرُ بَالِ
إذا ماتَ الفَرَزْدَقُ فَارْجُمُوهُ، … كَمَا تَرْمُونَ قَبْرَ أبي رِغَالِ
و كنتَ إذا اغتربتَ بدارِ قومٍ … لأحسابِ العشيرة ِ شرَّ والي
تجدعُ ما أقمتَ بها ذليلاً … و تخزي عندَ منزلىة َ الزيالِ
أتَنْسَوْنَ الزّبَيرَ قَتِيلَ سَعْدٍ، … و جعثنَ إذْ تصرفُ كلَّ حالِ
و باتَ أبو الفرزدقِ وهوَ يدعو … بدعوى الذلَّ غيرَ نعيمِ بالِ
لقدْ ضربتْ قفيرة ُ بالخلايا … و حوكِ الدرعِ منْ وبرِ الفصالِ
تُطيفُ مُجاشعٌ وَبَنو حُمَيْسٍ … بِقَيْنٍ بَيْنَ شَرّ أبٍ وَخَالِ
قفيرة ُ ساءَ ما كسبتْ بنيها … و ليلى َ القينِ قينِ بني عقالِ
أتتهمُ بالفرزدقِ أمُّ سوءٍ … لَدى حَوْضِ الحِمارِ على مِثَالِ
سيخزيكَ الخليفة ُ ثمَّ تخزي … بعزة ِ ذي التكرمِ والجلال
… و تمهرُ ما كدحتَ منَ السؤالِ
تَبَدّلْ يا فرَزْدَقُ مِثلَ قَوْمي … بقَوْمِكَ إنْ قَدَرْتَ على البِدالِ
فإنّ أصْبَحْتَ تَطلُبُ ذاكَ فانقُل … شَماماً وَالمِقَرَّ إلى وِعَالِ
ليَرُبُوعٍ عَلى النَّخَبَاتِ فَضْلٌ، … كتفضيلِ اليمينِ على َ الشمالِ
وَيَرْبُوعٌ تذَبِّبُ عَنْ تَمِيمٍ، … وَيَقْصرُ دونَ غَلوهِمُ المُغالي
ونَازَلْنَا المُلُوكَ بِذاتِ كَهْفٍ، … و قد خضبتْ منَ العلقِ العوالي
و قدْ ضربَ ابنَ كبشة َ إذْ لحقنا … حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوَالي
الفوالي مكارمُ لستَ مدركهمَّ حتى … تزيلَ الراسياتِ منَ الجبالِ
خذوا كحلاً ومجمرة ً وعطراً … فلستمْ يا فرزدقُ بالرجالِ
و شموا ريح عيبتكم فلستمْ … يا فرزدقُ بالرجالِ
و شموا ريح عيبتكمْ فلستمْ … بأصْحابِ العِنَاقِ وَلا النّزَالِ
بلاءُ بني قباقبٍ كانَ خزياً … و عاراً كلما ذكرَ التبالي
صفقتمْ للبزاة ِ حبارياتٍ … فأخزى الخنثينِ مني الضلالِ
و كنتَ إذا لقيتَ بني هلالٍ … و كعباًة الفوارسَ منْ هلالِ
تقَرْقِرُ يا فَرَزْدَقُ إذْ فَزِعْتُمْ … خزيراً باتَ في أدرٍ ثقالِ
و عبسٌ بالثنيىة ِ يومَ عمروٍ … سَقَوْهُ ذَوَاعِفَ الأسَلِ النِّهَالِ
وَمَعبدُكُمْ دَعا عُدَسَ بنَ زَيدٍ … فأسْلِمَ للكُبُولُ بِشَرّ حَالِ
و كنتَ غذا لقيتَ بني نميرٍ … لقيتَ الموتَ أقتمَ ذا ظلالِ
كَأنّكُم بِأمعَزِ وَارِداتٍ، … نعامُ الصيفِ زفَّ معَ الرئالِ
فأرْسِلْ في الضِئينَ مجَاشِعِيّاً، … أزَبّ المِنْخَرَينِ، أبَا رِخَالِ