لاحت لطرفك غادة خطرت – ابن شهاب
لاحت لطرفك غادة خطرت … فأذكت عنبراً بيضاء ناعمة الخدود
سفرت فزحزحت الدجى وسبت محاسنها … الورى تفتر عن شنب برود
متبولها سلت الحجى وعميدها … منع الكرى والعين حرمت الهجود
لم ترث عابد حسنها حتى غدا … متحيّراً في الأسر يرسف في القيود
يطوي الموامي جاهلاً يرجو الوصول … وما درى منع الكريم عن الورود
شرع الهوى وبني الهوى كون الغريب … مسخّراً جور به قضت الشهود
أتظن من بعد القلى يا ليت شعري … هل ترى يوماً يعود له السعود
فعسى وليت تعلة أو بالزمان … مبشّراً لمسود أضحى المسود
والدهر يغلب غدره بذوي العلا … متخيّراّ شم الأبوّة والجدود
صبراً وإن أبدى الجفا ولسوف يهزم … مجبراً فالصبر إرغام الحسود
سيتوب عمّا قد جنى متندّماً … حيث اجترى متجاوزاً أقصى الحدود
ومن الغرور لمامه بذمام مرفوع … الذرى بنزيل سلطان الوجود
أسنى الملوك زعيمها عثمان ضرغام … الشرى رب الجحافل والبنود
الآصفيّ أرومة أزكى المنابت … عنصراً وأجل من قاد الجنود
من دوحة المجد انتمى فرع تطاول … مثمراً فشأى وأمعن في الصعود
أقوى الكماة شكيمة أسمى الذوائب … مفخراً ركن الفضائل والعمود
فتاق كل عويصة حلال … معقود العرى وابر موفٍ بالعهود
فهو الكمال مشخصاً وهو الجمال … مصوراً وخلاله كرم وجود
أحيا الفنون ودرسها زند العلوم … به ورى وبه انجلت ظلم الجمود
فصل الخطاب كلامه مهما تعالى … منبراً يرضى المسالم والعنود
وإذا تصدر خاطباً ألقى البيان … محبراً درٌّ ينسق في العقود
غمر البلاد مواهباً عمر المدائن … والقرى وحمى بهيبته الحدود
أعطى فأنسى حاتماً ونداه … أخجل جعفراً فهو السحاب إذا يجود
كهف العفاة ثمالهم سيب النوال … إذا انبرى يهب الجوائز للوفود
لف الكتائب شأنه مهما يجهز … عسكراً بالفتح مبتهجاً يعود
ملك بمشتجر القنا دحر العدو … القهقرى عن حوض منصبه يذود
ثبت الجنان مغامر سر الجدود … به سرى أسدٌ فرائسه الأسود
يفشي السلام مسالماً ولدى الكريهة … قسوراً ولمن أناب أب ودود
يعطي الحوادث قسطها لمن اجتدى … ومن اجترى فعلاته بيض وسود
عدل يسوسُ به الورى هذا الحسام … وذا القرى للمستقيم وللجحود
كبت الإله خصومه لا زال غيظ … من امترى وأذلهم ذل اليهود
وزهت به أيامه متمكناً … ومظفراً ولملكه كتب الخلود
باليمن مقرون المدى وبنيه … أقمار السرى في أوج دائرة السعود
وليهن مع أشباله داموا ملاذاً … للورى سخنت بهم عين الحسود
ما شيم عارض غيمة أبداً وما … برق شرى وتلته جلجلة الرعود
يا ابن الملوك ذوي الندى يا ابن المصاحب … في حرى سمعاً لنا درة الوجود
قابل نتيجة فكرتي وَافَتْكَ خودٌ … تشترى بقبولها لا بالنقود
واصخ لها عربية تهدى الثناء … معطراً من كل قافية شرود
تذر الفرزدق خاضعاً ولهها يقر … الشنفري ويطيل عنترة السجود