كذا يظهر المعجز الباهر – حيدر بن سليمان الحلي
كذا يظهر المعجز الباهر … فيشهدُه البرُّ والفاجِرُ
ويروي الكرامة مأثورة … يبلّغُها الغائب الحاضر
يقر لقوم بها ناظر … ويقذى لقومٍ بها ناظر
فقلب لها ترحاً واقع … وقلبٌ لها فرحاً طائر
أجل طرف فكرك يامستدل … وانجِد بطرفكَ يا غائِر
تصفَّح مآثر آل الرسول … وحسبُك ما نَشرَ الناشر
ودونكه نبأ صادقاً … لقلب العو هو الباقر
فمن صاحب الأمر أمس استبان … لنا معجز أمره باهر
بموضع غيبته قد ألم … أخو عِلّة ٍ داؤُها ظاهر
رمى فمه باعتقال اللسان … رامٍ هو الزمنُ الغادر
فأقبل ملتمساً للشفاء … لدى من هو الغائب الحاضر
ولقنه القول مستأجر … عن القصد في أمره جائر
فيناه في تعب ناصب … ومن ضجرهِ فكره حائر
إذا انحلَّ من ذلك الاعتقال … وبارحه ذلك الضائر
فراح لمولاه في الحامدِين … وهو لألآئِهِ ذاكر
لعمري لقد مَسَحت داءهُ … يدٌ كلُّ حيٍّ لها شاكر
يدٌ لم تزل رحمة ً للعبادِ … كذلك أنشأها الفاطر
تحدث وان قائم آل النبي … له النهي وهو هو الآمر
أيمنعُ زائرَه الاعتقالُ … ممّا به ينطقُ الزائر
… ويغضي على أنه القادر
أحاشيه بل هو نعم المغيث … غذا نضنض الحادث الفاغر
فهذي الكرامة لا ما غدا … يلفقه الفاسق الفاجر
أدِم ذكرها يا لسانَ الزمانُ … وفي نشرها فمك العاطر
وهنّ بها سُرَّ مرَّا وَمن … به ربعُها آهلٌ عامر
هو السيد الحسن المجتبى … خضمّ الندى غيثه الهامر
وقل: ياتقدست من بقعة … بها يَغفرُ الزلّة َ الغافرُ
كلا اسميكِ للناسِ بادٍ له … بأوجههم أثر ظاهر
لقد أطلق الحسن المكرمات … محيّاكِ وهو بَهاً سافر
فأنتِ حديقة ُ أُنس به … وأخلاقه روضك الناظر
… ونسجُ التقى برُدُه الطاهر
هو البحر لكن طما بالعلوم … على أنه بالندى زاخر
على جودِه اختلف العالمون … يبشر واردها الصادر
بحيث المنى ليس يسكو العقام … أبوها ولا أمُّها عاقر
فتى ذكره طارفي الصالحات … وفي الخافقين بها طائر
… ينالُ عُلاهُ ولا نثر
يباري الصَبا كرماً كفّه … على أنه بالصبا ساحر
فإن أمطرت استحيت الغاديات … ونادت: لأنت الحيا الماطر
فيا حافظاً بيضة المسلمين … لأنت لكسرِ الهدى جابر
فبلّغت لذَّتها مَن سواك … وبالزهد أنت لها هاجر
تمنيهم في حماك المنيع … وهمك خلفهم ساهر
سبقتم علا بدوام الأله … يدومُ لكم عزِّه القاهر
كذا فلتكن عترة الأنبياء … وإلاّ فما الفخرُ يا فاخر
ولا سهرت فيك عين الحسود … إلاّ وفي جفنِها غائر
فليس لعلياكم أول … وليس لعلياكم آخر
وكلهم عالم عامل … وغيرهم لابن تامر
لكم قولة ُ الفصل يومَ الخصام … ويومَ الندى الكرمُ الغامر
وَفَرت على الناسِ دنياهُم … فكلٌّ له حسنُها ساحر
وكل نجوم هدى من علاك … بها قلت فالمثل السائر
فدُم دارُ مجدك مأهولة ٌ … وباب علاك بها عامر