عيناي شامتْ دمي والؤمُ في النّظرِ – أبو الفضل بن الأحنف
عيناي شامتْ دمي والؤمُ في النّظرِ … بُعداً لعينٍ تبيعُ النّومَ بالسّهرٍ
يامن لظمآن يغشى الماءَ قد منعُوا … مِنهُ الوُرودَ وأبقَوه على الصَّدَرِ
أُخفي الهوى وهْو لا يخفي على أحدٍ … إنّي لمُستَتِرٌ في غيرِ مُستَتَرِ
فأكثِرُوا أوْ أقلّوا من ملامكمُ … فكلّ ذلك محمولٌ على القَدَرِ
لو كان جَدّي سعيداً لم يكن غَرَضاً … قلبي لمن قلبُه أقسَى من الحَجرِ
إنْ أحسن الفعلَ لم يُضمر تَعمُّدَهُ … وإنْ ساء تمادى غيرَ مُعتذرِ
وأخلفُ الناس موعوداً وأمطلُهمْ … وَعداً وأنْقَضُهُمْ للعهدِ ذي المِرَرِ
إذا كتبتُ كِتاباً لم أجِد ثِقة ً … يُنهي إليك ويلأتي عنك بالخيرِ
ما ضرّ أهلكِ الأ ينظرُوا أبداً … مادُمتِ فيِهِم إلى شمسٍ ولا قَمرِ
إذا أردتُ سُلُوّاً كانَ ناصرَكمْ … قلبي وما أنا من قلبي بمُنتَصِرِ
هل تذكرين ، فدتك ِ النفسُ ، مجلسَنا … يومَ اللّقاء فلم أنطِقْ من الحَصَرِ
لا أرفعُ الطَّرفَ حَولي حينَ أرفَعُهُ … بُقيا عليكِ، وكلُّ الحَزمِ في الحَذرِ
قالَت قَعدتَ فلم تنظُر فقلتُ لها … شَغَلتِ قلبي فلم أقدرْ على النظرِ
غَطّى هواكِ على قَلْبي فدَلَّهَهُ … والقلبُ أعظمُ سُلطاناً من البَصَرِ
وضعتُ خدِّي لأدنى من يُطِيفُ بكم … حَتى احْتُقِرتُ ومَا مِثلي بمحتقَرِ
لا عارَ في الحبّ إنّ الحبّ مَكرُمة ٌ … لكنّه ربّما أزرى بذي الخطر