عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما – أحمد شوقي

عظيمُ الناسِ من يبكي العظاما … ويَندُبُهُم ولو كانوا عِظاما

وأَكرَمُ من غمامٍ عندَ مَحْلٍ … فتى ً يُحيي بمدحتِهِ الكراما

وما عُذرُ المقصِّر عن جزاءٍ … وما يَجزِيهُمُ إلا كلاما؟

فهل من مُبلِغٍ غليومَ عنِّي … مقالاً مُرْضِياً ذاك المقاما؟

رعاكَ الله من ملكٍ هُمامٍ … تعهَّدَ في الثَّرَى مَلِكاً هُماما

أَرى النِّسيانَ أَظمأَه، فلمَّا … وقفتَ بقبرهِ كنتَ الغماما

تقرِّبُ عهدهُ للناسِ حتى … تركتَ الجليلَ في التاريخِ عاما

أتدري أيَّ سلطانٍ تحيِّي … وأَيَّ مُملَّكٍ تُهدي السَّلاما؟

دَعَوْتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرْباً … وأَشرفَهم إذا سَكنوا سَلاما

وقفتَ به تذكّرهُ ملوكاً … تعوَّدَ أن يلاقوهُ قياما

وكم جَمَعَتْهُمُ حربٌ، فكانوا … حدائدها ، وكان هو الحسما

كلامٌ للبريّة دامياتٌ … وأَنتَ اليومَ مَنْ ضَمَدَ الكِلاما

فلما قلتَ ما قد قلتَ عنه … وأَسمعتَ الممالكَ والأناما

تساءلتِ البريّة ُ وهيَ كلمى … أَحُبّاً كان ذاكَ أَمِ انتقاما؟

وأَنتَ أَجلُّ أَن تُزرِي بِميْتٍ … وأَنْتَ أَبرُّ أَن تُؤذِي عظاما

فلو كان الدوامُ نصيبَ ملكٍ … لنالَ بحدِّ صارمهِ الدواما