عرشٌ بطولِ مدارِ السبعَةِ الشهبِ – مصطفى صادق الرافعي
عرشٌ بطولِ مدارِ السبعَةِ الشهبِ … والشمسُ في تاجِهِ لا حليةَ الذهبِ
حيّ الزمانَ بكفِّ العزِّ مالكهُ … فصافحتْ منهُ كفَّ المجدِ والحسبِ
على جوانبهِ نورٌ تلألأَ منْ … نورِ الأميرِ وأجدادٍ لهُ وأبِ
يدني النفوسَ وتقصيها مهابتهُ … كزخرفِ الشمسِ في الهنديةِ القضُبِ
وما راى وجهَ عباسٍ يقابلهُ … إلا تهللَ بينَ التيهِ والعجبِ
مولايَ إنَّ بيومٍ قدْ رقيتُ لهُ … من رحمةِ اللهِ سرّاً بانَ للحقبِ
يوم تمنتهُ مصرَ قبلَ سوّغها اللّ … ه المنى وغدتْ موصولة السببِ
عباسُ أسعدها واللهُ أيدها … والدهرُ مجَّدها بالعلمِ والأدبِ
فامتدَّ جانبها واشتدَّ صاحبها … وارتدَّ خاطبها عن ذلكَ الأربِ
والنيلُ مذ نسبوهُ للأميرِ جرى … ينافرُ السينَ والتاميزَ في النسبِ
مثل العروسِ إذا زُفتْ تبختر في … استبرقٍ عجبٍ أو سندسٍ قشبِ
أو كالقصيدةِ في مدحِ العزيزِ إذا … ما امتدَّ في الأرضِ مدَّ الشعرِ في الكتبِ
يا صاحبَ النيلِ يحميهِ ويحرسهُ … من كيدِ ذي غللٍ في الصدرِ ملتهبِ
لو يستطيعُ بنو مصرٍ لقد خبأوا … ذا النيلَ في كلِّ جفنٍ غيرَ منتحبِ
فابسطْ يديكَ ليجري لائذاً بهما … إنب أرى الروعَ في آذيِّهِ الصخبِ
هذي القلوبُ أحلتكَ الشغفُ فلم … تخفقْ وأنتَ بها إلا من الطربِ
وكنَّ في مضضٍ لم يألها وأجاً … واليومَ طبْنَ ولولا أنتَ لم تطبِ
أفزرتَ مصرَ على ريحٍ تكفؤها … كبَّ السفينةِ في التيارِ والعببِ
وقيتها حينَ لا أمنٌ ولا رغدٌ … وجئتها بحياةٍ وهي في العطبِ
فكنتَ جُنتها من كلِّ طارقةٍ … وكنتَ جَنتها في ربعها الخصبِ
أنتَ النجابةُ من آبائها ظهرتْ … فلستُ أعجبُ إن قالوا أبو النُّجبِ
سموتَ بالصاعدينَ الجد والحسبَ العا … لي وبالساعدينَ الجِدَ والطلبِ
فَدُمْ لمصر فلم يُثَبتْ سواكَ لها … صدقُ العزيمةِ والأيامُ في كذبِ
إن الزمانَ لمن جدوا على بَصَرٍ … بالرايِ وهو على الساهينَ باللعبِ