عجبت من القيسي زيد وتربه – عروة بن حزام

عجبتُ منَ القيسيِّ زيدٍ وتربهِ … عَشِيَّة ِ جوِّ الماءِ يختبِرانِي
هما سألاني ما بعيرانِ قيّدا … وشخصانِ بالبرقاءِ مرتبعانِ
هما بكرتانِ عائطانِ اشتراهما … منَ السّوقِ عبدا نسوة ٍ غزلانِ
هما طرفا الخودينِ تحتَ دجنّة ٍ … منَ اللّيلِ والكلبانِ منطويانِ
فَبَاتَا ضَجِيعيْ نِعْمَة ٍ وَسَلامَة ٍ … وسادهما منْ معصمٍ ومتانِ
وأصبحتا تحتَ الحجالِ وأصبحا … بِدَوِيَّة ِ يَحْدوهما حَدْيانِ
فما جأبهُ المدرى تروحُ وتغتدي … ذُرى الطّامساتِ الفرْدِ من وَرَقانِ
بِأَنْفَعِ لي منها وَأَنَّى لِذَاكِرِ … هوى ً ليَ أبلى جدّتي وبراني
رَأَتْنِي حَفَافَيْ طُخْفَتَيْنِ فَظَلَّتَا … ترنّانِ ممّا بي وتصطفقانِ
إزَارٌ لَها تحت القميص يَمَانِ

تَمَنَّيْتُ مِنْ وَجْدِي بِعفراءَ أَنَّنَا … بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ
أَلاَ خَبِّرَانِي أَيُّهَا الرّجُلاَنِ … عَنِ النّوْمِ إنَّ الشوقَ عنه عَدانِي
وكيفَ يلذُّ النّومُ أمْ كيفَ طعمهُ … صِفَا النَّومَ لي إنْ كنتما تصفانِ
أصلّي فأبكي في الصّلاة ِ لذكرها … ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ
خَلِيليَّ عوجا اليومَ وانْتَظِرا غدا … علينا قليلاً إنّنا غرضانِ
وإنّنا غداً باليومِ رهنٌ وإنّما … مَسِيرُ غدٍ كاليومِ أَوْ تَريَانِ
إذَا رُمْتُ هِجْراناً لها حالَ دونَه … حجابانِ في الأحشاءِ مؤتلفانِ