ظلم لذا اليوم وصف قبل رؤيته – المتنبي

ظُلمٌ لذا اليَوْمِ وَصْفٌ قبلَ رُؤيَتِهِ … لا يصْدُقُ الوَصْفُ حتى يَصْدُقَ النظرُ

تَزَاحَمَ الجَيشُ حتى لم يَجِدْ سَبَباً … إلى بِساطِكَ لي سَمْعٌ وَلا بَصَرُ

فكُنتُ أشهَدَ مُخْتَصٍّ وَأغْيَبَهُ … مُعَايِناً وَعِيَاني كُلُّهُ خَبَرُ

ألْيَوْمَ يَرْفَعُ مَلْكُ الرّومِ نَاظرَهُ … لأنّ عَفوَكَ عَنْهُ عندَهُ ظَفَرُ

وَإنْ أجَبْتَ بشَيْءٍ عَنْ رَسائِلِهِ … فَمَا يَزالُ على الأمْلاكِ يَفْتَخِرُ

قَدِ اسْتَرَاحَتْ إلى وَقْتٍ رِقابُهُمُ … منَ السّيوفِ وَباقي القَوْمِ يَنتَظِرُ

وَقَدْ تُبَدِّلُهَا بالقَوْمِ غَيْرَهُمُ … لكيْ تَجِمَّ رُؤوسُ القَوْمِ وَالقَصَرُ

تَشبيهُ جُودِكَ بالأمْطارِ غَادِيَةً … جُودٌ لكَفّكَ ثانٍ نَالَهُ المَطَرُ

تكَسَّبُ الشمْسُ منكَ النّورَ طالعَةً … كمَا تَكَسّبَ منها نُورَهُ القَمَرُ