صرحْ بما عندي ولو ملأ الفضا – ابن سهل الأندلسي

صرحْ بما عندي ولو ملأ الفضا … ما لي وللتعريضِ فيمن أعرضا

لي شادنٌ صادَ الأسودَ بمقلة ٍ … ألقى الكميُّ لها الذوابلَ معرضا

غُصنٌ مَنابتُه القلوبُ وكوكبٌ … ما نوْهُ إلاَّ المدامعُ فيضا

ما طالَ لَيلي بعده بَلْ ناظري … يأتي الصباحُ فلا يراهُ أبيضا

أبكي ويضحكُ راضياً بصبابتي … فالصبُّ يجني السخطَ من ذاك الرضا

لا تلقَ أنفاسي بثغركَ إنه … بردٌ أخافُ عليه من جمرِ الغضا

طار الكرى لكنَّ وجدي قصَّ في … وكرِ الضلوع فلم يطقْ أن ينهضا

أصبو إلى قِصَصِ الكَليم وقَوْمِه … قصداً لذكراكَ عندها وتعرضا

أشكو إلى الحَدَقِ المِراضِ وضَلّة ٌ … أن يَشتكي هَدَفٌ إلى سهمٍ مضى

بلوى على القلبِ المعذبِ جرها … لحظي الظَّلومُ ولحظُ موسى والقضا