شكرا لمن أعطاك ما أعطاكا – ابن دارج القسطلي

شكرا لمن أعطاك ما أعطاكا … رب أذل لملكك الأملاكا

فشفى الأماني من يمينك مثلما … روى سيوفك من دماء عداكا

شيم بعدل الله فيك تقسمت … في العالمين معايشا وهلاكا

والله أشقى جد من عداكا … صنعا وأسعد جد من والاكا

يا حين مختار لسخطك بعدما … ضاءت له الدنيا بنجم رضاكا

جدت مساعيه ليحفر هوة … فهوى إليها من سماء علاكا

لفحته نار بات يقدح زندها … في روضة ممطورة بنداكا

أمسى وأصبح بين ثوبي غدره … سلبته ما ألبست من نعماكا

أو ما رأى المغتر عقبي من سعى … في كفر ما أسدت له يمناكا

أو ما رآك قد استعنت بذي العلا … فأعان واستكفيته فكفاكا

أو ما رأى أحكامه وقضاءه … يجري بمهلك من يشق عصاكا

أو ما رأى إشراق تاجك في الورى … والمكرمات الزهر بعض حلاكا

أو ما رأى مفتاح باب اليمن في … يمناك والميسور في يسراكا

ومتى رأى داء جهلت دواءه … أو خطب دهر قبله أعياكا

ما كان أبين في شواهد علمه … أن الرياسة لا تريد سواكا

حتى هوت قدماه في ظلم الردى … لما اهتدى فيها بغير هداكا

وأراك فيه الله من نقماته … عاداته في حتف من عاداكا

قل للمصرع لالعا من صرعة … وافيتها بغيا على مولاكا

تبا لسعيك إذ تسل معاندا … لخلافه السيف الذي حلاكا

وسقاك كأسا للحتوف وكم وكم … من قبلها كأس الحياة سقاكا

لا تفلل الأيام سيفا ماضيا … فض الإله بشفرتيه فاكا

حييت لموتك أنفس مظلومة … كانت مناياهن في محياكا

فانهض بخزي الدين والدنيا بما … قد قدمت في المسلمين يداكا

هذا جزاء الغدر لا عدم الهدى … مولى بسعيك في النفاق جزاكا

يأيها المولى الذي نصر الهدى … وحمى الثغور وذلل الإشراكا

لا يبعد الرحمن إلا مهجة … ضلت وفي يدها سراج هداكا

تعسا لمن ناواك بل ذلا لمن … ساماك بل خزيا لمن جاراكا

فابلغ مناك فإن غايات المنى … للمسلمين بأن تنال مناكا

حتى ترى النجل المبارك رافعا … علم السيادة جاريا لمداكا

ويريك في شبل المكارم والهدى … والبر أفضل ما أريت أباكا