سلِ الكأسَ تزهو بين صبغٍ وإشراقِ – ابن سهل الأندلسي

سلِ الكأسَ تزهو بين صبغٍ وإشراقِ … أذوبَ فيها الوردُ أم وجنة ُ الساقي

كؤوسٌ تحيّيها النفوسُ كأنها … حديثُ تلاقٍ في مسامعِ عشاق

إذا قتلوها بالمِزاجِ ليشربوا … أعاشوا مُناهُمْ بين موتٍ وإخلاق

تثورُ كأنَّ الماءَ يلسَعُ صِرْفَها … و صوتُ المغني مثلُ هينمة ِ الراقي

بموسى إذا ما شئتَ سكريَ غنَّ لي … و أدهقْ كؤوس الخمر أية َ إدهاق

وإن شِئتَ إعجازاً ضربتَ بذكره … فؤادي ففجّرتَ العيونَ بآماقي

يصاعدُ أنفاسي ضحًى نَفَس الصَّبا … و يقدحُ في الأحشاء نيرانَ أشواقي

إذا أنا حمّلتُ البلِيلَ صبابتي … غدت كسَمُومِ الفتكِ لفحة َ إحراق

وتعرفُ مني الريحُ زفرة َ عاشقٍ … و يفهمُ مني البرقُ نظرة َ مشتاق