سفر أيوب 6 – بدر شاكر السياب
خيال الجسد العاري
يطلّ عليّ محمولا على موج من النار
من المدفأة الحمراء ذاك الرحم الضاري
لكل تقلب من موجها خفق من القلب
تدحرج عرّي النهدان بان الجيد و الساق
تدحرج لي على الجنب
تدحرج ثم صكّ أضالعي و تثار أعراق
ويطفر للجبين دم و يعروني
دوار منه تصطكّ النواجذ خوف بحّار
يطلّ فيبصر التيّار يزفر مثل تنين
و يصرخ آدم المدفون فيّ رضيت بالعار
بطردي من جنان الخلد أركض إثر حوّاء
أريدك يا سرابا في خيالي ليس يسقيني
أريدك ثم تطوى موجة و تطير أشلاءا
فقاعات من النيران من شوق و تذكار
و جاء الجسد العاري
خيالا جاء محمولا على موج من النار
من المدفأة الحمراء ذاك الرحم الضاري
يميل عليّ كيف أشاء أعصره كما أهوى
و لا يقوى
على رفضي على تهديم عرش من لظى وار
أتوّج فوقه الآمال راعشة القوى شهوى
بحار بيننا ليلان من مدن و أمطار
و إنّك منك أقرب أنت بعض دمي
خيالي أنت أمنيات عمري كل أمنيّة
بعاطفتي تحرّك لا عواطفك الأنانّية
علام مددت بحرا بيننا دنيا جليديّة
أعانق في دجاها جسمك العاري
يطلّ عليّ محمولا على موج من النار
ممن المدفأة الحمراء من وهمي و أفكاري .
لا يوجد تعليقات حالياً