رُبَّ إلْفَينِ مضى دهرهما – ابن شيخان السالمي

رُبَّ إلْفَينِ مضى دهرهما … في ابتهاج وهوى منقسما

مثل غصنين بروض الخصب لم … ينبتا كَرْماً ولكن كَرَمَا

فسعى بينهما الدهر ولم … يَدُم الدهر لخلق سَلَما

فغدا ذلك من ذا نافراً … والهوى يفري الحشى بينهما

كم دلالٍ أظهر الجذوة من … ذي جمال وهو في القلب كما

فاستطالا شُقَّةَ الهجر وما … فاه كل بِعتابٍ كَلِما

رَأَيَا الصَّبْرَ على حكم الجفا … صبِراً فاستظهرا ما كتما

كتب البعض أرى مآءً وبي … وأَتى البعض ترقب مظلما

فرآه إذ أتى مضطجعاً … والكرى في مقلتيه استحكما

وارتجى يقظته للوعد إذ … قَبل الوجنة منه والفما

نثر الريحان في لَبّتِه … فغدا عقداً به منتظما

سَار عنهُ وهو في رقدته … وبقي الطيب عليهِ معلما

راح غضبان عليه قائلاً … ليس هذا من فعال الكُرمَا

كب حُبٍّ لم يؤيَّد بالوفا … فهو دعوى فاضحٌ للنُدَمَا

إنما المخلص لا تأخذه … سِنَةٌ وقتَ حبيبٍ قدما