دَعِ الذُّلَّ في الدُّنْيَا لِمَنْ خَافَ حَتْفَهُ – محمود سامي البارودي
دَعِ الذُّلَّ في الدُّنْيَا لِمَنْ خَافَ حَتْفَهُ … فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حيَاة ٍ عَلَى أَذَى
ولا تصطحِب إلاَّ امرأً إن دَعوتَهُ … لَدَى جَمَرَاتِ الْحَرْبِ، لَبَّاكَ وَاحْتَذَى
يسرُّكَ عندَ الأمنِ فضلاً وحكمة ً … ويرضيكَ يومَ الروعِ نبلاً مُقذَّذاً
فَيَا حَبَّذَا الْخِلُّ الصَّفِيُّ وَهَلْ أَرَى … نصيباً منَ الدنيا إذا قلتُ حبَّذا ؟
لعَمرى لقَد ناديتُ ، لو أنَّ سامِعاً … ونَوَّهْتُ بِالأَحْرَارِ، لَوْ أَنَّ مُنْقِذَا
وَطَوَّفْتُ بِالآفَاقِ، حتَّى كَأَنَّنِي … أُحاولُ من هذى البسيطة ِ منفذا
فَمَا وَقَعَتْ عَيْنِي عَلَى غَيْرِ أَحْمَقٍ … غوِّى ، يَظنُّ المَجدَ فى الرى ِّ والغِذا
إذا ما رأيتُ الشَّئَ فى غيرِ أهلهِ … ولَم أستَطع رداً ، طرفتُ على قذى
فحتَّى متى يا دهرً أكتمُ لوعة ً … تُكَلِّفُ قَلْبِي كُلْفَة َ الرِّيحِ بِالشَّذَا؟
ألم يأن للأيامِ أن تبصِرَ الهدى … فَتَخفض مأفوناً ، وترفعَ جِهبِذا ؟
إذا لم يكُن بالدهرِ خَبلٌ لما غدا … يسيرُ بِنا فى ظُلمَة ِ الجَورِ هكذا