حيها أوجهاً على السفحِ غرا – مهيار الديلمي
حيها أوجهاً على السفحِ غرا … و قبابا بيضا ونوقا حمرا
و رماحا دون الحبائب يهززْ … نَ ويحطمنَ في الكتائبِ كسرا
و سراحينَ كالحصونِ جيادا … تملأ الخزامَ مهرة ً أو مهرا
يتمارحنَ في الحبالِ فينقض … نَ فتيلاًً منها ويقطعنَ شزرا
و قرى بعضه الوصالُ إذا أم … سى طما جفنة ً وزمجرَ قدرا
آهِ للشوقِ ما تأوهتُ منه … لليالٍ بالسفح لو عدنَ أخرى
كنَّ دهما من الدآدي وقد … كنَّ بتلك الوجوه درعاً وقمرا
حيثُ لا تظفرُ الوشاة ُ بأسرا … ري إذا ما الصباحُ أعلنَ سراً
فإذا ما العذولُ قال عقابا … في ذنوبي قال الصبا بل غفرا
أجتنيها ريحانة َ العيشِ خضرا … ءَ وتمسي فيها المنى َ ليَ خضرا
يا مغاني الحمى سقيتِ وما ين … فعني الغيثُ أن يحودكِ فقرا
أيُّ عين أصابتِ الدارَ أقذى … اللهُُ بعدي أجفانها وأضراً
عريتْ من ظبائها الآنساتِال … بيضِ واعتاضتِ الظباءَ العفرا
لا تراها تطيلُ بعد النوى غص … ناً ولا جوها يتممُ بدرا
غيرَ حمً من القطا جاثماتٍ … كنَّ جوناً فعدنَ بالرهجْ كدرا
و بقايا مواقفٍ تصفُ الجو … دَ أباديدَ في يدِ الريح يذري
قلبوا ذلك الرمادَ تصيبوا … فيه قلبي إن لم تصيبوا الجمرا
ما لدهري قضى الفراقَ عليها … عذبَ اللهُ بالفراقِ الدهرا
انظر لي وقبلُ كنت بصيرا … يا خليليَّ بين جوً و بصرى
أو ميضٌ سرى فشقَّ قميصَ ال … ليل أم ذاك طيفُ سعدي تسري
زار وهنا لا يصغر للهُ ممشا … هُ وحيا فزاده الله برا
بشرتني مقدماتٌ به يح … ملُ فيها ذيلْ النسيم العطر
و اعتنقنا وليس همي سوى مس … الة ِ الليل أن يميتَ الفجرا
زورة لم تكن بخطَّ بناني … في كتابِ الآمال إلا سطرا
سرقتها ليَ الحظوظُ وخنسا … ءُ استلابا من الزمان وطراً
و أبيها ما حفظها الدهرَ أنكر … تُ ولكن أنكرتُ بعدَ المسرى
جشمتها الأشواقُ في ساعة ٍ شق … ة َ ما تخبطُ السحائبُ شهرا
فرحة ٌ طار لي غرابا بها اللي … لُ وطارت عنيّ مع الصبح نسرا
ارتجعها يا دهرُ لا زلتَ تسترْ … جعُ لؤما ما كنتَ أعطيتَ نزرا
و تعلمْ أنيَّ بمكرك لا أح … فلُ مما ألفتُ منك المكرا
أنكرَ الغدرَ مرة ً منك قلبي … ثمّ صارت سجية ً فاستمرا
لا حمى اللهُ حازما غرهَّ من … ك سرابٌ شعشعتهُ فاغترا
كلْ بنابيك ملءَ جنبيك لحمي … و تخذلْ عني متى قلتُ نصرا
قلَّ صبري على اقتنائيَ للمج … د وأما عنك الغداة فصبرا
أنت ذاك الذي أمتَّ شبابي … عبطة ً وهو ما تملى العمرا
و رددتَ العيونَ عنيّ وقد كن … تُ لها الكحلّ حائصاتٍ خزرا
صار عهناً تحتَ المراحل ينقا … دُ كان عاصيَ النبتِ شعرا
و مشيتَ الضراءَ كيدا لأحبا … بي فريعوا في الأرضِ سلا ونفرا
صدعوا مطرحَ الزجاج تشظى … و تداعوا عطَّ الأديم تفرى
قسمتهم يدُ الشتاتِ فشطرا … للتنائي وللنوائبِ شطرا
فكأنّ الأرضَ الحمولَ أبتْ أن … يجدوا فوقها لرجلٍ مقرا
خولسوا من يدي غصونا رطيبا … تٍ وغابوا عنيّ كواكبَ زهرا
أقتضيهم مطلَ الإيابِ وقد وفى … الفراقُ الوشيكُ فيهم نذرا
صحبَ اللهُ راكبين إلى الع … زّ طريقاً من المخافة ِ وعرا
سمعوا هتفة َ الحمول فطاروا … يأخذون الأرزاقَ بالسيف قهرا
شربوا الموتَ في الكريهة حلوا … خوفَ يومٍ أن يشربوا الضيم مراً
طرحوا حاجهم وراءَ متونِ ال … خيلِ ركضا والسمهرية ِ جرا
كلُّ عجلانَ خطهُ لأخيه … العلاءَ العلاءَ إن كنتَ حراً
يملاون الحبا جلوساً فإن ثا … روا ملأتَ الفضاءَ بيضا وسمرا
و إذا استصرخوا لعضة ِ عامٍ … ركبوا الجودَ يطردون الفقرا
لا يبالي الحيرانُ ما أطلقوا الأي … مانَ أن تمسكَ السماءُ القطرا
إخوتي من بني الوفاء ورهطي … يوم أغزو الملوكُ من آلِ كسرى
غادروني فردا ومروا مع الأي … ام والحظُّ بعدهم أن أمرا
أتشكي القذى بمقلة ِ حيرا … نَ عليهم إلى ضلوعٍ حرى
ليتَ شعري بمن أعوضُ عنكم … يومَ آبى ضيما وأدفعُ عسرا
فسدَ الناسُ بعدكم فاستوى في ال … عيش من سرني نفاقا وضرا
و نجا بي ما شئتُ يأسى منهم … نال خيرا من ظنَّ بالناس شرا
و بلى قد أفادني الدهرُ خلاًّ … لمَّ شعثي وشدَّ منيَ أزرا
واحدا أعلقتْ يدي غلطة ُ الأي … ام منه حبلَ الوفاءِ الممرا
ألمعيا رأى بعينِ ابنِ ليلٍ … خافياً من محاسني مستسرا
فاقتناني تغنما وافتراطا … و استباني قولا لطيفا وبرا
و تحرى تفضلا أن يرى الفض … لَ مضاعا والحرُّ من يتحرى
صدقتْ في أبي طريفٍ ميا مي … نُ ظنوني وقد تعيفن زجرا
و تجلت غشاوة ُ الدهرِ عن قل … ي وفكتْ عنيَّ الليالي الحجرا
و أتاني يتوبُ من ذنبه الده … رُ احتشاما له وكان مصرا
ألحقتني به غريبا من الآ … مال قربي تعدُّ صنوا وصهرا
فتحنى َّ لها ورقَّ عليها … و رأى الدهرَ عقَّ فيها فبرأ
وصلَ الودَّ لي بآخية الجا … ه فكانا عجالة ً لي وذخرا
و أتاه صوتي فنبه منه … عمراً حين نبهَ الناسُ عمرا
شيمة ٌ منك بابن باسلَ في السؤ … ددِ لم تعتسفْ عليها قسرا
و عروقٌ زكى ثراهنّ في المج … د فأرعى نباتهن وأثرى
طاب مجناكَ فاهتصرتك وردا … لينَ الغصنِ واعتصرتك خمرا
كان نصري عليك دينا فما كن … تَ بغير القضاء منه لتبرا
ندبتك العلا له فتجردْ … تَ حساما فيه وقمتَ هزبرا
ملة ٌ في الوفاء ضيعها النا … سُ وأحييتها سناءً وفخرا
و لسانٌ في الحمد كان عقيما … قبلُ أولدتهُ ثناءً وشكرا
فتأهبْ لوافداتِ القوافي … يعتلمنَ الدجى وما كنَّ سفرا
ضارباتٍ في الأرض طولا وعرضا … و هي لم تلقَ جانبا مغبرا
حاملاتٍ لحرَّ عرضك من بح … ر ضميري ملءَ الحقائب درا
كلّ غراءَ تجتليها على شر … طك في الحسن ثيباً أو بكرا
لم أكلفك أن تسوقَ مع الرغ … بة فيها سوى المودة ِ مهرا
و بحقًّ لم ينشرح لك صدري … بمديحٍ حتى ملأت الصدرا
و رآك الشعرُ العزيزُ على غي … رك كفئاً فلانَ شيئا وقرا
كم عظيمٍ أبى عليه وجبا … رٍ ثنى عنه جيده وأمرا
فتهنَّ انقياده لك واعلمْ … أيّ طرفٍ جعلته لك ظهرا
و البس المهرجانَ حلة َ عزًّ … لستَ من لبسها مدى الدهر تعرى
طاعنا في السنين تطوى عليه … نَّ طوالَ السنين عصرا فعصرا
و اعلُ حتى أراكَ أشرفَ كعبا … من مكان السهى وأنبهَ ذكرا