حديث الدهر أصدقه الفناء – محمد حسن أبو المحاسن
حديث الدهر أصدقه الفناء … وأكذب ما ينمقه البقاء
نؤمل في الزمان صفاء عيش … وما في هؤه الدنيا صفاء
ولكنا رأيناها بعين … عليها من مساويها غطاء
هي الداء العضال وليس يرجى … بغير الاعتبار له شفاء
وما أيامها إلا ركاب … ونحن الركب والموت الحداء
ولو كان الخلود بها نعيماً … لفازت بالخلود الانبياء
وما يسترجع الباكي فقيدا … وان ادمى محاجره البكاء
الم تر كيف قوضت المنايا … بناء العلم فانتقض البناء
فقيد قد فقدنا الصبر عنه … فذل الدمع إذ عز العزاء
نسر بما سيلقي من نعيم … ولكنا لضيعتنا نساء
ولو سيم الفدا رخصت وهانت … نفوس كان يغليها الفداء
كأن مدامع الباكين مدت … بنائله فعم بها الرواء
فيا من قد رأى قمرا منيرا … يمد سنا الشموس له ضياء
غياث الملتجي في الخطب يلقي … لديه الأمن ان عظم البلاء
وغوث المرتجى يلقى لديه … وشيك النجح ان خاب الرجاء
منار هدى أضاء وكل سار … له في ضوء طلعته اهتداء
ودارت حوله العلماء شعثا … كما دارت على الورود الظماء
وشرع محمد يبكي حسيناً … بعين كان منه لها ضياء
ولا عجب وقد وسع البرايا … نداه ان يضيق بها الفضاء
وكانت تستعير ذكاء منه … سناً فاليوم كاسفة ذكاء