تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا – الفرزدق
تَقُولُ ابنَةُ الغَوْثيّ: ما لَكَ هاهُنَا، … وَأنْتَ تَميميٌّ مَعَ الشّرْقِ جانبُهْ
تُؤذّنُني قَبْلَ الرّوَاحِ، وَقَدْ دَنَا … مِنَ البَيْنِ لا دانٍ ولا مُتَقَارِبُهْ
فقُلتُ لها: الحاجاتُ يَطرَحْنَ بالفَتى، … وَهَمٌّ تَعَنّاني، مُعَنىًّ رَكَايِبُهْ
وَما زُرْتُ سَلمى أنْ تَكونَ حَبيبَةً … إليّ، وَلا دَيْنٍ بِهَا أنَا طالِبُهْ
فكائِنْ تَخَطّتْ منْ فَساطيطِ عاملٍ … إلَيْكَ وَمِنْ خَرْقٍ تعاوَى ثَعالبُهْ
يَظَلّ القَطَا من حَيثُ ماتَتْ رِياحُهُ … يُعارِضُني تَخشَى الهلاكَ قَوَارِبُهْ
وَمَاءٍ كَأنّ الغِسْلَ خِيضَ صَبِيبُهُ … على لَوْنِهِ والطّعمُ يَعِبِسُ شارِبُهْ
وَرَدْتُ وَجَوْزُ اللّيلِ حَيرَانُ ساكِنٌ … عَلَيهِ، وَقد كادَتْ تميلُ كَوَاكِبُهْ
قَطَعْتُ لألْحيهِنَّ أعْضادَ حَوْضِهِ، … وَنَشَّ نَدى الدّلْوِ المُحيلِ جوَانبُهْ
ثَنَتْ رُكَبَ الأيْدي كَأنّ رَشِيفَها … تَرَشُّفُ مَمْطُورٍ وَقِيعاً يُناهِبُهْ