ترنمت المثاني والمثالث – عبدالغني النابلسي

ترنمت المثاني والمثالث … فجاء بوصفه ثان وثالث

وحيد الذات والأسماء شتى … وهن إلى تحققه بواعث

تجلى بالحجاب على أناس … طبائعهم برؤيته دمائث

فقرت فيه أعينهم وقوم … تحجب عندهم فيمن يحادث

وأحفته مظاهره لديهم … فكل سائل عنه وباحث

فيدنى من يشاء إليه فضلا … ويبعد من يشاء ولا مناكث

هو الفرد الكثير بما تجلى … وما قد غاب منه عن الحوادث

دنا قلبي إليه وقد تدلى … بقلبي فالتقى فان وماكث

فلم يك ههنا أحد سواه … وقد عبثت من الكون العوابث

ترى كل العقول به حيارى … ولا يدري الشجاع به الدلاهث

ولكن من هداه هداه كشفا … إليه فلا علوم ولا مباحث

وجل عن العلوم ومقتضاها … وما هي غير آداب الموارث

ورثناها عن السلف اقتفاء … لشأن العارفين به الملاوث

ألا يا من تجلى في فؤادي … فذبت به وطهرت الخبائث

وكان ولم أكن وحلفت أني … كغيري لا أكون ولست حانث

وجودك منشاي وبه فناءي … كحال الأحفياء بك الأشاعث

مجرد نسبة بالوهم قامت … ومحض إضافة بالجهل كارث

شهدنا وجهك الميمون فينا … شهود فتى لعلم الغيب وارث

ونحن السابقون إليك طلقا … وإن نبحت أكاليب لواهث

وفينا الهاشمية من قريش … مناسبة نفت سحر النوافث

تطير بنا إلى أوج المعالي … وتسري بالنجيبات الحنائث