اضاءت سعود الملك جالية زهرا – محمد حسن أبو المحاسن
اضاءت سعود الملك جالية زهرا … وراقت رياض العيش جانية زهرا
وجاءت لنا بيض الاماني بانعم … لبسنا بلا خلع مطارفها خضرا
فبات يعاطينا الهنا اكؤساً بها … سكرنا ولم نشرب سلافاً ولا خمرا
شربنا سلاف الروح لا الراح فاغتدت … بها الروح نشوى فهي مرتاحة بشرا
الا ان ثغر الدهر اصبح باسماً … الينا فدام الدهر مبتسماً ثغرا
واشرقت الدنيا جمالا وبهجة … ترينا المحيا الطلق والخلق النضرا
شفى غلة الآمال سلسل نيلها … فاروى الحشى من بعدما كان قد أورى
هي الملة الغراء تطلب مجدها … وحق طلاب المجد للملة الغرا
فقد خطبوا العلياء بالسيف وانبروا … يسوقون من غالي النفوس لها مهرا
وقد طلبوا من قبل اسعاف أهلها … فلما ابوا حازوا عقيلتهم قسرا
إذا حجبت بيض الكواعب فلتكن … وسيلتك البيض القواضب والسّمرا
الا برزت من خدرها ذات عفة … على رقبة من قبل لم تبرح الخدرا
كعاب من الغيد الأوانس حرّة … فما تصطفي الا الفتى الماجد الحرا
وتبسم عن ثغر فننظم مثله … نسيباً كلا العقدين قد نظما درّا
وترنو باجفان المهاة إذا رنت … فتنفث في الألباب من لحظها سحرا
من الحضر الا ان بارع حسنها … بابداعه قد تيم البدو والحضرا
وردنا نمير الوصل منها وربما … شكونا لها حاشا سجيتها الهجرا
تقلد قانون العدالة أمرنا … واجدر به ان يملك النهى والأمرا
وكائن ترى فوق البسيطة دولة … به عظمت شأناً وكانت هي الصغرى
ولا سيما في أمة قد تعاضدت … على الحق حتى نالت العز والفخرا
تسامت إلى أوج الرقي وطنبت … بيوت المعالي حيث طالت به النسرا
وقد صبرت دهراً فانجح سعيها … كذلك من يستصحب الحزم والصبرا
جنوا ثمر العلياء حلواً وطالما … جنوا من تجني من مضى ثمراً مرا
ورب عزيز ذل في الناس قدره … ورب ذليل عز بين الورى قدرا
فبعداً لأيام تولت ذميمة … إذا ارّخت ساءت احاديثها ذكرا
حقيق بحسن المدح محمود شوكت … فأهد له النظم المهذب والنثرا
هو الماجد الحامي حقيقة مجده … تضوع مساعيه إذا نشرت نشرا
ولما طغى أمر البغاة واعلنوا … بما قد أسرّوا من غوايتهم جهرا
رماهم من العزم الشديد بعسكر … وقاد إليهم مثله عسكراً مجرا
وقد صدم الثغر المخوف بحملة … تهدّ رواسي الهضب أو تثغر الثغرا
بابطال صدق يقدمون على الردى … إذا احجمت عنه أسود الشرى ذعرا
ولم ينكفئ حتى أذل عزيزه … وحكم في الهام المهندة البترا
فكان لأهل الاتحاد وقد دجى … عليهم ظلام الخطب في غلس فجرا
فلله فتح يرفع الله شأنه … ويكسر جمع الظالمين به كسرا
الا فاذخري يا ملة العدل مثله … وقد عز من اضحى له مثله ذخرا
ومثل رئيسيها نيازي وانور … هما سهلا والله منهجها الوعرا
لتهن أمير المؤمنين خلافة … تشاد مبانيها على هامة الشعرى
وسلطنة تصفو وتضفو ظلالها … على الأرض حتى تملك البرّ والبحرا
وأهلا بأيام زواه زواهر … تضيء لياليها موسمة غرّا
فتجلو علينا تلك شمس سعودها … وتجلو علينا هذه قمراً بدرا
باشراق سلطان الرشاد محمد … ترنح عطف الملك منشرحاً صدرا
وبالخامس المسعود نيطت خلافة … وسلطنة جاءت بشائرها تترى
سعدنا بنعمى اسبغ الله ظلها … علينا فجلت ان نقابلها شكرا
هو البدر الا ان غرّ صفاته … نجوم سماء لا نطيق لها حصرا
طوى الجور عنا ناشراً ظل عدله … فأحسن به طياً واطيب به نشرا
ومذ قام فرد الدهر بالأمر ارذخوا … محمد سلطان الرشاد به البشرى