أَرْض الأحبّة ِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ – الشاب الظريف

أَرْض الأحبّة ِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ … سَقاكِ مُنْهَمِرُ الأنواء مِنْ كَثَبِ

وَلاَ عَدَتْ أَهْلَكِ النائينَ مِنْ نَفْسِ الـ … ـصِبَا تحيّة عَاني القلب مُكْتَئِبِ

قَوْمٌ هُمُ العُرب المَحْمي جارُهُم … فَلاَ رَعَى الله إلا أَوْجُهَ العَربِ

أعزّ عِنْدِي مِنْ سَمْعِي وَمِن بَصَرِي … ومِنْ فُؤادي ومن أهلي ومِنْ نشبي

لَهُمْ عَليَّ حُقوقٌ مُذْ عَرَفْتُهُمْ … كأنّني بَيْن أمّ مِنْهُمُ وأبٍ

إنْ كان أحسنُ ما في الشعر أكذبهُ … فحسنُ شعري فيهمْ غيرُ ذي كَذِبِ

حياكَ يا تربة الهادي الشَّفيع حياً … بمنطق الرّعدِ بادٍ من فم السُّحبِ

يا ساكِنِي طَيْبَة الفَيْحَاء هَلْ زَمنٌ … يُدني المحب لنيل السؤلِ والأربِ

ضممتَ أعظمَ من يدعي بأعظم منْ … يَسْعَى إليه أُخو صِدْقٍ فَلَمْ يَخِبْ

وحُزتَ أفصحَ من يهدي وأوضح مَنْ … يُبْدِي وأَرْجَحَ مَنْ يُعْزى إلى نَسَبِ

تَحْدُو النِّياقُ كِرامٌ نَحْوَ تُرْبَتِهِ … فَتملأ الأرْضَ مِن نُجب وَمِنْ نُحِب

يَسْعَوْنَ نَحْوَ هِضَابٍ طابَ مَورِدُها … كأنّما العذبُ مُشتقٌ مِن العَذَبِ

أرضٌ مع الله عينُ الشمسِ تحرسُها … فإنْ تَغِبْ حَرَسَتْها أَعْيُنُ الشّهُبِ

يا خيرَ ساعٍ بباعٍ لا يُردُّ ويا … أجلَّ دَاعٍ مُطاعٍ طاهرِ الحسَبِ

مَا كَانَ يرضى لَك الرَّحمَنُ منزلة … يا أَشْرَفَ الخلقِ إلا أشرفُ الرّتبِ

لي منْ ذنوبي ذنب وافرٌ فَعَسى … شَفَاعَة ً مِنْكِ تُنْجِيني مِنَ اللَّهَبِ

جَعَلْتُ حُبَّك لي ذُخْراً ومعتمداً … فكانَ لي ناظراً مِنْ ناظر النُّوبِ

إلَيْكَ وَجّهْتُ آمالي فَلاَ حُجِبَتْ … عَنْ بَابِ جُودِكَ إنْ المَوْتَ في الحُجُبِ

وَقَدْ دَعَوْتُكَ أَرْجُو مِنْكَ مَكْرُمَة ً … حاشاكَ أن تُدعي فلم تُجب