أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً – الهبل

أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً … ولا زال ذا فخرٍ برتبتك الفخرُ

ألمْ ترَ أنّ المجد أتلعَ جيده … لمجدك إذ أضحى وأنت له صدرُ ؛

وأصبحَ منك الجود حاليَ نحرهِ ؛ … فلا مرّ عصر أنتَ فيه ولا دهرُ ؛

حليتَ أزالاً إذ حللتَ بسوحها ؛ … ففي انفها شنفٌ وفي أذنها شذرُ ؛

وصغتَ عقود النظمِ والنثر يافعاً … فعادَ إلى ريعانه منهما العمرُ

وقلدتَ القريض لآلئاً ؛ … ولا عجبٌ فالدرُّ معدنه البحرُ ؛

وقد عمَّ منك الجود نجداً وغوره … وأصبحَ سهلاً منْ هواطله الوعرُ ؛

فجد لي بهاتيك الوريقات عاجلاً … لأفعلَ فيها مثلما يفعل الهرُّ

ولا غرو يا مولاي إن قرئتْ بأن … تداولَ سمعَ المرء أنمله العشرُ

أشهدٌ أتاني من نظامك أم خمرُ … بفيّ برودٌ وهو في كبدي جمرُ

زواهرُ أفقٍ أم أزاهرُ روضة ٍ … أم الدرّ هاتيك العقود أمِ السحرُ

طوتْ خبرَ الطائيّ حين نشرتها … برقتها ؛ يا حبذا الطيُّ والنشرُ ؛

فيا ما أحيلاها ؛ عروس بلاغة ٍ … تجلت ؛ فحباتُ القلوب لها مهرُ ؛

وغيداء لا ترضى النجوم قلائداً ؛ … وتأنفُ أن الشمس في أذنها شذرُ

تحاكي الصبا لطفاً وزهر الربى شذى … وتفعلُ بالألباب ما يفعل الخمرُ

أجاد معانيها ووشى برودها ؛ … فتى ً ماجدٌ أضحى به يفخر الدهرُ ؛

رقيق حواشي النظم والبارع الذي … غدتْ غرة ً للدهرِ أيامه الغرُّ ؛

تحكم في فنَّ البلاغة فاغتدى ؛ … له في المعاني الصعبة ِ النهيُ والأمرُ ؛

وكم من عروض قال يشهد أنه الخليل … و بحرٍ شاهدٌ أنه البحرُ