ألا يا لَيتَ شِعري ما أقُولُ – أبو الفضل بن الأحنف

ألا يا لَيتَ شِعري ما أقُولُ … وقد ضنّ الحبيبُ فما ينيلُ

جفاني ثمّ ولّى ظالماً لي … وَفي صَدري لهُ حُبٌّ دَخيلُ

لأسرع ما مللت ، فدتكِ نفسي … وخنتِ وليس يعجبني الملولُ

ولولا حبُّكمْ يا فوزُ دامتْ … لنا بالحبّ واصلة ٌ بذولُ

عَمي بصري فليسَ يرى جمالاً … فلَيسَ على سِواكِ لهُ دَليلُ

لأنّ هواكِ في صدري مقيمٌ … أظنُّ هواكِ أقسم لا يزولُ

يظلُّ هواك مرتهناً لقلبي … وقلبي من جوى حبٍّ يحولُ

تَعرّض بَحْرُ حُبّكِ لي مَعيناً … وسالت من هواكِ به سيولُ

فتمنعني إذا يمّمتُ وصلاً … بحورٌ دونَ وَصْلكِ أو وُحولُ

أليس من البليّة ِ أن أراني … يُعَذّبُني بكُمْ شوْقٌ طويلُ

وأنّي في بِلادِكُمُ مُقيمٌ … ولَيسَ إلى لِقائِكُمُ سَبيلُ

وأنّ الشّوق قد أبلى عظامي … وليسَ يزورُني منكم رسولُ

فإمّا مُتّ مِن شَوْقي إلَيكُمْ … فَقَبْلي ماتَ من شوْقٍ جَميلُ

أراني حين أشكو ما ألاقي … أجورُ فلا اميّزُ ما أقولُ

يقولُ عواذلي: عنكَ التّمادي … فإنّك من هوى فوزٍ قتيلُ

فقلتُ لهم: دعوا نُصحي ولوْمي … فإنّي حيثُ ما مالَتْ أمِيلُ

فإنّ القَتلَ أهوَنُ من بَلائي … وقَتلي في الذي ألقَى قَليلُ