سكر الصبا هز قدود الحسان – محمد حسن أبو المحاسن
سكر الصبا هز قدود الحسان … ام الصبا مالت باغصان بان
جلوا رياض الحسن عن أوجه … هن سواء ورياض الجنان
فالوجنة الورد واجفانها … النرجس والمبتسم الاقحوان
يا من رأى من قبلها جنة … يصلى جحيم الشوق منها الجنان
من كل ريا الردف ظمأى الحشا … صامتة الخلخال بكر حصان
قد ضمنت اعينها فتنتي … وما عليها في دمي من ضمان
يا سعد أيام الصبا خلسة … يسعد فيها كل طلق العنان
فاغنم لذيذ العيش واشرب على … نبت عذار الحب بنت الدنان
شقيق حسن قده رمحه … ولحظه منه مكان السنان
اهيف يثني الدل اعطافه … وماله في ترف الحسن ثان
ومن معاني اللطف في خده … كل بديع حار فيه البيان
اضحى الهوى فني لما غدا … له بانواع الجمال افتنان
وبابلي الطرف اجفانه … عن سحر هاروت بها ترجمان
إذا مشى ارتج كثيب النفا … وفوقه من شعره ارقمان
ورب ليل بت اجني به … من روضة الوصل ثمار الأمان
غاب رقيبي ولها عاذلي … عني فبتنا منهما في أمان
يسعى بشمس الراح بدر الدجى … قد قرنا في اللهو أحلى قران
يزيدها الساقي بالحاظه … سكرا فلحاسي بها نشوتان
لله ما أحسنها ليلة … بأن بها أنسي والهم بان
كأنها من حسن إقبالها … ليلة عرس
نجل سمى المصطفى المرتضى … قولا وفعلا بالحجا يقرنان
محقق تلقى به المرتضى … حيا مفيداً ظاهرا بالعيان
العالم البحر الذي قد روت … في الفضل عنه فضلاء الزمان
سام كريم الذكر قد حل من … ذرى المعالي الشم اعلى مكان
بحر ندى تطفح أمواجه … بالبر والمعروف والأمتنان
ذو القلم الأعلى الذي ان جرى … زان بدر اللفظ لوح البيان
بين الخفيات وايضاحها … مقدار ان يمسكه بالبنان
ملؤ جفون الناس شمس الهدى … وملؤ أجفان الضيوف الجفان
قال له الله وارشد به … كن علماً بين البرايا فكان
فقام بالشرع واحكامه … فاستعصمت منه بعض يمان
يستعذب المدح لساني له … وربما مدح يمر اللسان
بدر رفيع السنا … وابناه في أوج العلا فرقدان
هذا علي المستهل الندى … اصبح والجود رضيعي لبان
ما فيه منعيب سوى انه … له ولوع بالعلا وافتتان
خلق وخلق حسنا بهجة … ما أحسن الوصفين إذ يجمعان