رَحَلَ الشّبابُ وَلم أنلْ – بهاء الدين زهير

رَحَلَ الشّبابُ وَلم أنلْ … من لذّة ٍ فيهِ نَصِيبي

يا طيبَهُ لوْ لم يكُنْ … ملأ الصّحائِفَ بالذّنوبِ

أرسلتُ دمعي خلفهُ … فعساه يرْجعُ من قرِيبِ

هيهات لا والله ما … هو بالسميعِ ولا المجيبِ

فقد انجلى ليل الشبا … بِ وَقد بدا صُبحُ المَشيبِ

فقلِ السلامُ عليكَ يا … وَصْلَ الحبيبة ِ وَالحبيبِ

ورأيتُ في أنوا … رِه ما كان يَخفى من عيوبِ

ومع المشيبِ فبعدُ فيّ … شمائلُ المرحِ الطروبِ

أهوى الدقيقَ من المحا … سن والرقيقَ من النسيبِ

وَيَشوقُني زَمَنُ الكَثيـ … ـبِ وقد مضَى زَمنُ الكثيبِ

وَيرُوقُني الغصْنُ الرّطيـ … ـبُ وكيف بالغصْنِ الرّطيبِ

ويهزني كأسُ المدا … مة ِ في يدِ الرشإ الربيبِ

وَأهيمُ بالدُّرّ الذي … بينَ الأرزة ِ والجيوبِ

ولكمْ كتمتُ صبابتي … واللهُ علامُ الغيوبِ

وَرَجوْتُ حُسنَ العفوِ منْـ … ـهُ فهوَ للعبدِ المنيبِ