سلامٌ على عَهدِ الشّبيبَة ِ وَالصِّبَا – بهاء الدين زهير
سلامٌ على عَهدِ الشّبيبَة ِ وَالصِّبَا … وَأهلاً وَسَهلاً بالمَشيبِ وَمَرْحَبَا
وَيا راحلاً عني رَحَلتَ مكَرَّماً … ويا نازلاً عندي نزلتَ مقربا
أأحْبابَنا إنّ المَشيبَ لشارعٌ … ليَنسَخَ أحكامَ الصّبابة ِ والصِّبَا
وَفيّ معَ الشَّيبِ المُلمّ بقِيّة ٌ … تجددُ عندي هزة ً وتطربا
أحنّ إليكُم كُلّما لاحَ بارِقٌ … وأسألُ عنكم كلما هبتِ الصبا
وَما زالَ وَجهي أبيَضاً في هواكمُ … إلى أن سرى ذاك البياضُ فشيبا
وَلَيسَ مَشيباً ما ترَوْنَ بعارِضِي … فَلا تَمنَعُوني أنْ أهيمَ وَأطرَبَا
فما هوَ إلاّ نورُ ثغرٍ لثمتهُ … تعلَّقَ في أطرَافِ شَعري فألْهَبَا
وَأعجَبَني التجنيسُ بيني وَبَينَهُ … فلما تبدى أشنباً رحتُ أشيبا
وهيفاءَ بيضاء الترائبِ أبصرتْ … مشيبي فأبدت روعة ً وتعجبا
جَنَتْ ليَ هذا الشّيبَ ثمّ تجنّبَتْ … فوَاحرَبا ممّنْ جنى وَتجنّبَا
تَناسَبَ خدّي في البَياضِ وَخدُّها … وَلوْ دامَ مُسوَدّاً لقد كانَ أنسَبَا
وَإنّي وَإنْ هَزّ الغرامُ مَعاطِفي … لآبَى الدّنَايَا نَخوَة ً وَتَعَرُّبَا
أتيهُ على كلّ الأنَامِ نَزَاهة ً … وَأشمَخُ إلاّ للصْديقِ تأدُّبَا
وإنْ قلتمُ أهوى الربابَ وزينباً … صَدقتم سَلُوا عني الرّبابَ وَزَيْنَبَا
ولكن فتًى قد نالَ فضْلَ بلاغَة ٍ … تَلَعّبَ فيها بالكَلامِ تلَعُّبَا