في انتظار الأغنية – محمد القيسي

1

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

لك يا قرآن حزني

إنّني أسمع ما ينقله الأعداء ،

والعذّال عنّي

فأغضّ الطرف لليوم الذي يأتي

ولا أسقط في المنفى ،

ولا تدمع عيني

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

2

للثواني خطوة المثقل بالغربة والموت البطيء

آه من أين يجيء ؟

كلّ هذا الحزن يا حبّي الذي كان يضيء

بين أهلي ؟

هذه الصحراء لا تفضي لباب ،

وأنا أبحث عن أسماء من ماتوا لأنّي

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

3

فاغفري أيتها الحلوة لو طال سكوتي

إنّني ألمح في عينيك أحزان اليتامى ،

والثكالى ،

والبيوت

وأنا أعلم أنّ القيد قاس ،

فليكن لا بدّ من هذا ولكن لا تموتي

قبل أن يولد لحني

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

4

حينما أشرع في الحزن تغيب الكلمات

يستوي المنفى وأرض الوطن المأسور عندي ،

والصدى والأغنيات

تمحي الأشياء من حولي ،

ولا يغدو سوى وجهك حيّا ،

في أغاني النائحات

أيّها الحارس ما تطلب منّي

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

5

تبعدين الآن في المنفى ولا يأتي القطار

ونغيبين مع الليل ولا ،

يحمل لي وجه النهار

بعض أخبارك يا سيدة القلب لماذا

تذبل الوردة ،

والعاشق ممنوع من الحب ، لماذا

أحكموا هذا الحصار

بين عينيك وبيني

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

6

ولأيام طويلة

وأنا أحلم في عينيك مفتونا ،

بصبح وجديلة

وأنا أحلم بالعشب نديّا ،

وبشمس وطفولة

وتزوّدت بزهر الوعد يا مهرة أيامي ،

وغنّيت لأشجار تقاسي ،

في عويل الريح غصنا إثر غصن

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

7

كان شهرا حافلا بالياسمين

كلّ يوم كان بستانا جديدا ،

ورموزا للحنين

هذه أنت وهذا الموت حلو ،

وأنا بينكما طير سجين

صودرت كلّ الأغاني ،

والبطاقات أمامي

لم تزل بيضاء من حبر التمّني

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

8

لم أعد وحدي ،

فأنت الآن وشم أخضر فوق الذراع

ومعي في كلّ أسفاري ،

وفي هذا الضياع

مرّة ،

لو يصدق العمر ويعفيني ،

من البحر وتلويحة منديل الوداع

من يدي أصنع مفتاحا لأبوابك ، والأبواب تنأى

أيها الحب أعنّي

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي

9

متعبا ألقيت جسمي عند باب الحرم

وتمددت لصحو

أنّني أغرق في بركة دم

ما الذي يشبع احساسي برؤيا الموت ،

واللحظة تمتدّ كيوم ؟

آه يا أختاه ، آه

كلّ من حولي قاموا للصلاه

وأنا صلّيت من أجل هوانا ركعتين

ربما يمهلني الموت قليلا فأغنّي