هدايا الناس من زهر الجنان – جبران خليل جبران
هدايا الناس من زهر الجنان … وما أهديه من زهر الجنان
جميلك سابقوعلي شكر … أجبت غليه قلبي إذ دعاني
وتسعدني السوانح في وفائي … فخواني الكرام وذاك شاني
فمن ممطور ودك في فؤادي … جني هذي التهانيء في التهاني
تدار فما تضن على الندامى … بسر الراح في غر الأواني
أيظفر في الكرائم من حجار … بلطف الحس أو ظرف المعاني
وهل تسمو المصوغات الغوالي … إلى طرق البديع أو البيان
لعرس فتاتك المشهور يوم … غدا بروائه عرس الزمان
على ذكراه تصطفق القوافي … كما اصطفقت بنود المهرجان
أعزة مصر محتشدون فيه … وربات الكمال من الغواني
ويعقد أولياء الله عقدا … يزيد جلاله قدس المكان
يبارك للحجى والطهر فيه … وقد ضمتها حلة الاقتران
تزف إلى نجيب ألمعي … شأى ورهانه اسمى رهان
مليكا ساعة في عرش فأل … أقامته لسعدهما الأماني
تحيط به الحواشيم عذارى … شبائه بالملائكة الحسان
وتكله العناية وهي ترنو … بعين أب على ولديه حان
هناك رأيتتتوفيقا وعهدي … به ثبتا كراسية الرعان
ألان الرفق جانبه وذت … مدامعه الأبية من حنان
فهذا من مواقفه وفيها … ضروب الفخر أشجى ما شجاني
أنادرة الرجال نهى وعلما … ونضجا باليراعة واللسان
بلت منك الوزارة لوذعيا … حكيما في الصلابة والليان
حليما ليس تخطيء ناظريه … عواقب ما يعالج أو يعاني
يصرفها بايات اقتدار … لها شهد الأقاصي والأداني
وجردت النيابة منك ننصلا … كليلا دونه النصل اليماني
يحل المعضلات من القضايا … وفيه لنجحها أوفى ضمان
ومحصت التجارب أي ندب … له في كل مفخرة يدان
معر صناعة ومقيل فن … وقوام على أرض وبان
طرائق في سبيل المجد شتى … رفعنك بين أعلام الوان
فإن اقل انفردت فرب زهر … بك ابتدأت وليست بالواني
كواكب بيتكم نسق وأدنى … إلى عيني منها نيران
إذا استوت النجوم سنى وقدرا … فابرز ما نراه ما يداني
ويذكر فرقدا من لا يسمى … وبالأفراد يعني الفرقدان
أعرني بعض ما بك من ذكاء … له لمح الدراري في العنان
ومن خطرات ذاك الفكر تجري … بها الفطرات من تلك البنان
أصرح عن ولاء لم يضره … تقادمه بأبلغ ترجمان
وأبعها شوارد فيك تزري … برنات المثالث والمثاني
مخلدة مناقبك اللواتي … بلغت بهن غاية الافتنان
غرائب في تألفها مثار … فعجاب النفوس والافتنان
إذا ما روضة طابت فحدث … عن الغراس فيها والمجاني
لتكثر في منازلك الدواعي … إلى الأفراح في آن فآن
ودهرك مقبل والعيش رغد … كما تهى وسربك في أمان