قالوا فروقُ الملكِ دارُ مخاوفٍ – أحمد شوقي

قالوا فروقُ الملكِ دارُ مخاوفٍ … لا ينقضي لنزيلها وسواسُ

وكلابُها في مأمنٍ ، فأعجب لها … أَمِنَ الكلابُ بها، وخاف الناسُ

يهم بها، ولا عينٌ تُحِس … كالثريا تريد أن تَنقضَّاً

مشرفات على الكواكب نهضا … كرهت فراقك وهيَ ذات تفجُّع

أَيها المنتحي بأَسوان داراً … ومنازلاً بفراقها لم تقنع

… غَشِيتُك والأَصيلُ يَفيض تبراً

… اخلع النعلَ، واخفِض الطرفَ، واخشع

بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ … مُشرفاتٍ على الزوالِ، وكانت

وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة … نعُ منه اليَدَيْنِ بالأَمس نفضا

صنعة ٌ تدهش العقولَ ، وفنٌّ … وخيرُ الوقتِ ما لكَ فيه أُنس

كأَن الخُود مريمُ في سُفور … كان حتى على الفراعين غمضا

… يا: سماءَ الجلاِل ، لا صرتِ أرضاً

هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه … شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع

أين أيزيس تحتها النيل يجري … حكمت فيه شاطئين وعرضا ؟

وأرى النبوة َ في ذراكِ تكرمتْ … في يوسفٍ ، وتكلَّمت في المرضع

وكان النيلُ يعرِس كلَّ عامٍ … في قيود الهوانِ ، عنانينَ جرضى

… إذا لم يَسترِ الأَدَبُ الغواني

نظر الرئيس إلى كمالكِ نظرة ً … لم تخلُ من بصر اللبيب الأروع

… وشبابُ الفنونِ ما زال غضّا

… شيمة ُ النيل أَن يفي، وعجيب

بان الأحبة ُ يومَ بينكِ كلُّهم … ومقاصيرُ أُبْدِلَت بفُتاتِ الـ