هام قلبي باللواتي – بشار بن برد
هام قلبي باللواتي … هنَّ دَائِي وَشَقَاتِي
ذَهَبَتْ نَفْسِي إِلَيْهِنَّ … بِقَلْبِي حَسَرَاتِ
ولقد قلت لراجٍ … رَاحَتِي بِالرُّقَيَات
إنما تيم قلبي … بقرٌ في الحجلاتِ
مثْلُ «عَبَّادَة َ» فِيهِنَّ … فَتَاة ُ الْفَتَيَاتِ
بِهَوَاهَا طَالَ لَيْلِي … وبها طالت شكاتي
أَكْثَرتْ فِي الْقُرْبِ خُلْفِي … وَعَلَى النَّأْي عِدَاتِي
ما الذي منتك إلا … نَظْرَة ٌ فِي الْخَطَرَاتِ
أمسكت نفسي عليها … بعد ما ملت لهاتي
وَلَقَدْ أغْرَى «بِعَبَّا … دة ” قول القائلات:
اسْلُ عَنْ «عَبْدَة َ» قَدْ انْزَفْتَ … فِيهَا الْعَبَرَاتِ
ولقد أيقن أني … لاَ أطِيعُ الْعَاذِلاَتِ
تيمتني إذ تهادت … فِي ثَلاَثٍ تَائِبَاتِ
بتهادي مرجحنٍّ … مِثْلَ مُهْتَزِّ الْقَنَاة ِ
وَاعْتِدَالٍ فِي قَوَام … فوق نعت الناعتات
وبخد خد شمس … طَالَعَتْ مِنْ مُزُنَاتِ
وبعيني بقر في … بقر أو جؤذرات
وبجيد جيد ريم … يَرْتَعِي حُرَّ النَّبَاتِ
وَبِذِي طعْمٍ شَتِيتِ … بَارِدٍ عذْبِ اللِّثاتِ
طَعْمُهُ مِنْ ذَوْبِ شُهْـ … ـد شِيب بِالْمَاء الْفُرَاتِ
يصف الجارات منه … نَفْحَة َ الْمِسْكِ الْفُتَاتِ
عِظَتِي فِيهَا رُوَيْداً … قد مللت الواعظات
لاَ أطِيعُ النَّاسَ فِيهَا … أبَداً حَتَّى الْمَمَاتِ
تلك أسقامي وبرئي … مِنْ سَقَامِي لَوْ تُوَاتِي
ومنى نفسي وهمي … فِي مَقِيلِي وَبَيَاتِي
وَنَعيمِي حِينَ أغْفِي … وَشِفَاءُ الْيَقَظَاتِ
والتي أمسي وأغدو … فِي عَشِيٍّ وَغَدَاة ِ
ذاهب اللب إليها … معلناً بالزفرات
فَإِذَا قُمْتُ أصَلِّي … عرضت لي في صلاتي
ليتني أعطيتُ منه … لَيْلَة ً فِي حَسَنَاتِي
وَكَأنِّي مِنْ هَوَاهَا … بِبُكَاءٍ وَصُمَاتٍ
فَاشْفِنِي بِالصَّبْرِ مِنْهَا … يَا مُجيبَ الدَّعَوَاتِ
اوْ أَذِقْهَا يَوْمَ عَنِّي … كُرْبَة ً مِنْ كُرُبَاتِي
بَلَغَتْ بِي مِنْ هَوَاهَا … فوق ما سر عداتي
صَاحِ أوصيكَ إِلَيْهَا … ثِقَة ً فَاحْفَظْ وَصَاتِي
قل “لعبادة ” ردي … بعض خزني وأذاتي
“عبد ” أصبحت حياتي … فَصِلِيني يَا حَيَاتِي
أغْلِقِي عَنِّي بِوَصْلِ … بَابَ سُقْمِي وَأذَاتِي
وَإِذَا مَا مِتُّ فَابْكِي … لطفا في الباكيات
لاَ تَكُونِي مِثْلَ أخْرَى … تَتَجَنَّى جَفَوَاتِي
فلقد أصفيتك الشـ … عر برغم الحاسدات