لو كنت مثلي يا خيار تعسفت – الفرزدق

لَوْ كُنتَ مِثلي، يا خِيَارُ، تَعَسّفَتْ … بكَ البِيدُ ضَرْبَ العَوْهَجيّ وَداعرِ

وَكُنْتَ على أرْضِ المَهارِي مُؤمَّراً … عَلى كلّ بادٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَاضِرِ

مُهَلَّلَةَ الأعْضَادِ إنْ سِرْتَ لَيْلَةً … بهَا أصْبَحَتْ خِمسَ البَرِيد المُبادرِ

وَلَوْ كنتَ بالحَزْمِ احتَزَمتَ صُدورَها … بكُلّ عِلافيٍّ مِنَ المَيْسِ قَاتِرِ

ترَاها إذا الحَادي رَجَا أنْ تَنالهَا … عَصَاهُ شَأتْهُ كُلُّ حَقْباءَ ضَامِرِ

تَرَى إبِلاً ما لمْ تُحَرِّكْ رُؤوسَها، … وَهُنّ إذا حَرّكْنَ غَيرُ الأباعِرِ

وَكُنتَ أمرَأً لمْ تَعرِفِ الأمرَ مُقْبِلاً … وَلمْ تَكُ إذْ أنكَرْتَهُ ذا مَصَادِرِ

فَهَلاّ خَشِيتَ القَوْمَ إذْ أخرَجَتَهمُ … من السّجنِ حَيّاتٌ صِلابُ المكاسِرِ

أُنَاسٌ تُرَاخي الكَرْبَ عَنهم سيوفُهم … إذا كانَتِ الأنْفَاسُ عِندَ الحَناجرِ