مراحَ شَيْبي عليَّ مثل الثغامص وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ – ابن الرومي

مراحَ شَيْبي عليَّ مثل الثغامص وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ … عزني في خطابه أنْ رآني

صارَ بعضي ظهيره في ملامي … ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ

ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام … قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي

وكفى بالقِناع دونَ اللثام … حلَّ رأسي فراعني أن في الشي

ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام … راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي

مقر الإنس ساكناتِ الخيام … فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي

وتناهيتُ خائفاً ما أمامي … بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال

بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي … كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء

ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ … حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ

بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي … ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ

شافياتٍ من الغليلِ الهُيام … حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ

لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام … لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ

لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي … فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ

مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام … سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيماراحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ

وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ … عزني في خطابه أنْ رآني

صارَ بعضي ظهيره في ملامي … ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ

ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام … قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي

وكفى بالقِناع دونَ اللثام … حلَّ رأسي فراعني أن في الشي

ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام … راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي

مقر الإنس ساكناتِ الخيام … فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي

وتناهيتُ خائفاً ما أمامي … بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال

بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي … كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء

ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ … حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ

بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي … ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ

شافياتٍ من الغليلِ الهُيام … حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ

لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام … لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ

لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي … فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ

مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام … سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما

لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ … وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ

ممتُ وأقدمت أيما إقدام … ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ

ت وأحجمتُ أيما إحجام … صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي

أفلا كان للإله صيامي … وإحيائي أن لا يكون من ال

له حيائي من غيره واحتشامي … إذْ تعديتُ لا حياءٌ من اللَّ

له نهاني ولا اتِّقاءُ انتقام … وتناهيْتُ مُعْظِماً لمَشيبي

ومَشيبي أحقُّ بالإعظام … أَفَلا هبِتُ ذا المهابة من قب

لُ وأكرمتُ وجهَ ذي الإكرام … كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا

ماً وبعض المتاب كالإجرام … توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍ وقديماً

أتبعَ الجهلُ زلة ً بارتطام … دحضتْ حُجَّة ُ المنيبِ إلى الشيْ

بِ وأنَّى لطالبٍ بقوام … أيُّ عذرٍ لتائبٍ لا إلى الل

ه ولكن إلى شبِيه الثغام … إن عُذراً من الذهاب إلى الل

ه لعُذْرٌ يغْلو على المُستام … أإلى أرذلي جعلتُ متابي

ضلَّة ً مثلَ ضلة ِ الأنعامِ … بل إلى الله تبتُ لمَّا ثناني

بِعِناني وزاعني بِزِمامي … راعني بالمشيبِ عمَّا نهى عن

ه بآي الكتابِ ذي الإحكام … كم بدا في الكتاب لي من ضياءٍ

كان مِنْ قبلُ دونه كالقَتام … هَتَك الشيبُ ذلك السِّتْرَ لي عن

ه فزال العمى وراح التعامي … وكلا الشيبِ والكتابِ جميعاً

واعِظٌ زاجرٌ عَنِ الآثام … غيرَ أنَّ الكتابَ يُكْتَبُ بالأقْ

لام والشيبُ ليس بالأقلامِ … بلْ بِرَدْعِ الحوادث المُصْمَئِلاَّ

ت ومرِّ الشهور والأعوام … لن ترى مثلهُ كتاباً مُبينا

لا بشكْلٍ لهُ ولا إعجام … خُطَّ غُفْلَ الحُروفِ يقرؤه الأُمْ

مِيُّ كالصبح غير ذي استعجام … فيه للقارئين أيُّ نذيرٍ

بِبلَى جِدّة ووشك اخترام … عاذلي قد نزعتُ فانزع عن العَذْ

لِ وإن كنتَ في صواب حَذَام … قد رأيت الذي هويتَ فأرْضَيْ

تَ وأرغمتَ فارْضَ لي إرغامي … حَلأَّتْني الخطوبُ عن شِرَع الله

و فأصبحتُ حائماً في الحيامن راحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ … وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ

عزني في خطابه أنْ رآني … صارَ بعضي ظهيره في ملامي

ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ … ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام

قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي … وكفى بالقِناع دونَ اللثام

حلَّ رأسي فراعني أن في الشي … ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام

راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي … مقر الإنس ساكناتِ الخيام

فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي … وتناهيتُ خائفاً ما أمامي

بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال … بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي

كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء … ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ

حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ … بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي

ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ … شافياتٍ من الغليلِ الهُيام

حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ … لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام

لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ … لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي

فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ … مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام

سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما … لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ

وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ … ممتُ وأقدمت أيما إقدام

ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ … ت وأحجمتُ أيما إحجام

صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي … أفلا كان للإله صيامي

وإحيائي أن لا يكون من ال … له حيائي من غيره واحتشامي

إذْ تعديتُ لا حياءٌ من اللَّ … له نهاني ولا اتِّقاءُ انتقام

وتناهيْتُ مُعْظِماً لمَشيبي … ومَشيبي أحقُّ بالإعظام

أَفَلا هبِتُ ذا المهابة من قب … لُ وأكرمتُ وجهَ ذي الإكرام

كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا … ماً وبعض المتاب كالإجرام

توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍ وقديماً … أتبعَ الجهلُ زلة ً بارتطام

دحضتْ حُجَّة ُ المنيبِ إلى الشيْ … بِ وأنَّى لطالبٍ بقوام

أيُّ عذرٍ لتائبٍ لا إلى الل … ه ولكن إلى شبِيه الثغام

إن عُذراً من الذهاب إلى الل … ه لعُذْرٌ يغْلو على المُستام

أإلى أرذلي جعلتُ متابي … ضلَّة ً مثلَ ضلة ِ الأنعامِ

بل إلى الله تبتُ لمَّا ثناني … بِعِناني وزاعني بِزِمامي

راعني بالمشيبِ عمَّا نهى عن … ه بآي الكتابِ ذي الإحكام

كم بدا في الكتاب لي من ضياءٍ … كان مِنْ قبلُ دونه كالقَتام

هَتَك الشيبُ ذلك السِّتْرَ لي عن … ه فزال العمى وراح التعامي

وكلا الشيبِ والكتابِ جميعاً … واعِظٌ زاجرٌ عَنِ الآثام

غيرَ أنَّ الكتابَ يُكْتَبُ بالأقْ … لام والشيبُ ليس بالأقلامِ

بلْ بِرَدْعِ الحوادث المُصْمَئِلاَّ … ت ومرِّ الشهور والأعوام

لن ترى مثلهُ كتاباً مُبينا … لا بشكْلٍ لهُ ولا إعجام

خُطَّ غُفْلَ الحُروفِ يقرؤه الأُمْ … مِيُّ كالصبح غير ذي استعجام

فيه للقارئين أيُّ نذيرٍ … بِبلَى جِدّة ووشك اخترام

عاذلي قد نزعتُ فانزع عن العَذْ … لِ وإن كنتَ في صواب حَذَام

قد رأيت الذي هويتَ فأرْضَيْ … تَ وأرغمتَ فارْضَ لي إرغامي

حَلأَّتْني الخطوبُ عن شِرَع الله … و فأصبحتُ حائماً في الحيام

وأبيها لقد حمتْ سائغاتٍ … بارداتِ النِّطافِ زُرْقَ الجِمام

لن تراني العيون أشرعُ فيها … فدعِ اللَّومَ ولْيُدَعْ اتِّهامي

متُّ إلا حُشاشة ً وادّكارا … مثلَ أحلامِ حالمِ النوَّام

ومتى ما انقضتْ أجاريُّ طِرْفٍ … ماتَ إلاَّ صيامَه في المصام

غيرَ أنِّي مع انْتِزاعي وإفلا … عي ودفعي إلى نصيحي خِطامي

قائلٌ قول ذاكرٍ خيرَ عصريْ … ه طويلِ الحنين والتهيام

لهفَ نفسي على الشبابِ الذي أضْ … حى خَلْفي وذِكْرُه قدامي

لهف نفسي عليه أن صار حظي … منه لهفاً يُعِضُّني إبهامي

لهفَ نفسي على الظِّباء اللّواتي … عاقني عن قَنِيصها إحرامي

لهف نفسي على احتكامي على البِي … ضِ وإذْعانِهِنَّ عند احتكامي

واقتحامي وللهوى عزماتٌ … يقتحمْن العِقابَ أيَّ اقتحام

ودفاعي خلالَ ذلك نفسي … عن خلاط الحرام بالإلمام

لهف نفسي على الشراب السّرامِيْ … ي وإعماله بطاسٍ وجام

وعزيفٍ عليه من مُسْمْعاتٍ … وحديثٍ عليه من أخلام

وفُكاهاتِ فتية ٍ هُمْ إذا شِئْ … تُ إدامٌ للْعيشِ خيرُ إدام

أخفقتْ رَوْحَتي من الربرب العِي … ن وطاشتْ من الرمايا سِهامي

ولعهدي بهنَّ قبلَ مشيبي … ينتظمن القلوبَ أيَّ انتظام

وقضيتُ الرضاعَ من دِرة الكر … م لتجريم أربعين تمام

ولتجريم أربعين قديماً … يتناهى الرضاعُ بابن المُدام

يا زمانَ الرضاع أرضعكَ المُزْ … نُ وأكدى على زمانِ الفِطام

دعوة ً إنْ تُجَبْ بِسُقْيا وإلاَّ … فسأسقيك بالدموعِ السِّجام

جارتي إنْ أكُنْ كبرتُ وأودى … بعُرامي اتِّقاءُ غِب الأثام

ودعتني النساءُ عمًّا وقد كنْ … تُ لديهِنَّ من بني الأعمام

فلقد أغتدى يُفَيِّىء غُصْني … خُيلاءُ الشباب حَيَّ العُرام

تتراءاني الحِسانُ العطابي … ل جلاء القذى شفاء السَّقامِ

ناظرات بأعيُنِ العينِ نَحْوي … عاطفاتٍ سوالفَ الآرام

ولقد أهبِطُ الرياض بصَحبِي … تتراءى عيونها بابتسام

بُكرة ً أو عشية ً يضحك الروْ … ض ويَبْكي الحمامُ شَجْوَ الحمام

تتعاطى بها الكؤوسُ رَواءً … واصِلي طِيبِها بِطيبِ نِدام

درَّ دَرُّ الصِّبا ودَرُّ مغاني الْ … لهو لو أنَّها دِيار مُقام

عَدَّى عن ذكر ما مضى واستمرَّتْ … دون مأتاهُ مِرَّة ُ الأوذام

وفلاة ٍ قطعتُها بفَلاة ٍ … كاللِّياحِ الملمَّع الأعلام

باتَ في لُجَّة ِ الظلامِ فريداً … تحتَ أهوالِ رائحٍ مِرْزامِ

مُطِرقاً يبحثُ الرّوي عن الظَّمْ … آنِ عن عانكٍ رُكام هياه

عَطَفَ اللَّيْلُ هَيْدَبَيْهِ عليه … وتداعتْ سماؤُهُ بانهدام

يقق اللَّونِ كالمُلاءة ِ إلاَّ … لُمعاً فيشَواهُ مثلُ الوِشام

ينْتَمي كُلُّهُ إلى آلِ سامٍ … غير هاتيكَ فهْي من آلِ حام

تلكَ أو سُفْعَة ٌ بخدَّيْهِ تُهْدي … جُدَّة ً في سراته كالعِصام

هَنَة ٌ قُوِّمتْ وعُوجَ منها … فتراها كأنَّها خَطُّ لام

حِطّها في القرا وفي الذَّنَبِ الزَّا … ئلِ قِسْمَيْنِ أعدلُ القُسَّام

ذو إهاب يضاحك البرقَ مالاراحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ … وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ

عزني في خطابه أنْ رآني … صارَ بعضي ظهيره في ملامي

ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ … ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام

قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي … وكفى بالقِناع دونَ اللثام

حلَّ رأسي فراعني أن في الشي … ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام

راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي … مقر الإنس ساكناتِ الخيام

فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي … وتناهيتُ خائفاً ما أمامي

بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال … بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي

كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء … ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ

حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ … بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي

ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ … شافياتٍ من الغليلِ الهُيام

حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ … لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام

لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ … لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي

فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ … مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام

سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما … لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ

وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ … ممتُ وأقدمت أيما إقدام

ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ … ت وأحجمتُ أيما إحجام

صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي … أفلا كان للإله صيامي

وإحيائي أن لا يكون من ال … له حيائي من غيره واحتشامي

إذْ تعديتُ لا حياءٌ من اللَّ … له نهاني ولا اتِّقاءُ انتقام

وتناهيْتُ مُعْظِماً لمَشيبي … ومَشيبي أحقُّ بالإعظام

أَفَلا هبِتُ ذا المهابة من قب … لُ وأكرمتُ وجهَ ذي الإكرام

كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا … ماً وبعض المتاب كالإجرام

توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍ وقديماً … أتبعَ الجهلُ زلة ً بارتطام

دحضتْ حُجَّة ُ المنيبِ إلى الشيْ … بِ وأنَّى لطالبٍ بقوام

أيُّ عذرٍ لتائبٍ لا إلى الل … ه ولكن إلى شبِيه الثغام

إن عُذراً من الذهاب إلى الل … ه لعُذْرٌ يغْلو على المُستام

أإلى أرذلي جعلتُ متابي … ضلَّة ً مثلَ ضلة ِ الأنعامِ

بل إلى الله تبتُ لمَّا ثناني … بِعِناني وزاعني بِزِمامي

راعني بالمشيبِ عمَّا نهى عن … ه بآي الكتابِ ذي الإحكام

كم بدا في الكتاب لي من ضياءٍ … كان مِنْ قبلُ دونه كالقَتام

هَتَك الشيبُ ذلك السِّتْرَ لي عن … ه فزال العمى وراح التعامي

وكلا الشيبِ والكتابِ جميعاً … واعِظٌ زاجرٌ عَنِ الآثام

غيرَ أنَّ الكتابَ يُكْتَبُ بالأقْ … لام والشيبُ ليس بالأقلامِ

بلْ بِرَدْعِ الحوادث المُصْمَئِلاَّ … ت ومرِّ الشهور والأعوام

لن ترى مثلهُ كتاباً مُبينا … لا بشكْلٍ لهُ ولا إعجام

خُطَّ غُفْلَ الحُروفِ يقرؤه الأُمْ … مِيُّ كالصبح غير ذي استعجام

فيه للقارئين أيُّ نذيرٍ … بِبلَى جِدّة ووشك اخترام

عاذلي قد نزعتُ فانزع عن العَذْ … لِ وإن كنتَ في صواب حَذَام

قد رأيت الذي هويتَ فأرْضَيْ … تَ وأرغمتَ فارْضَ لي إرغامي

حَلأَّتْني الخطوبُ عن شِرَع الله … و فأصبحتُ حائماً في الحيام

وأبيها لقد حمتْ سائغاتٍ … بارداتِ النِّطافِ زُرْقَ الجِمام

لن تراني العيون أشرعُ فيها … فدعِ اللَّومَ ولْيُدَعْ اتِّهامي

متُّ إلا حُشاشة ً وادّكارا … مثلَ أحلامِ حالمِ النوَّام

ومتى ما انقضتْ أجاريُّ طِرْفٍ … ماتَ إلاَّ صيامَه في المصام

غيرَ أنِّي مع انْتِزاعي وإفلا … عي ودفعي إلى نصيحي خِطامي

قائلٌ قول ذاكرٍ خيرَ عصريْ … ه طويلِ الحنين والتهيام

لهفَ نفسي على الشبابِ الذي أضْ … حى خَلْفي وذِكْرُه قدامي

لهف نفسي عليه أن صار حظي … منه لهفاً يُعِضُّني إبهامي

لهفَ نفسي على الظِّباء اللّواتي … عاقني عن قَنِيصها إحرامي

لهف نفسي على احتكامي على البِي … ضِ وإذْعانِهِنَّ عند احتكامي

واقتحامي وللهوى عزماتٌ … يقتحمْن العِقابَ أيَّ اقتحام

ودفاعي خلالَ ذلك نفسي … عن خلاط الحرام بالإلمام

لهف نفسي على الشراب السّرامِيْ … ي وإعماله بطاسٍ وجام

وعزيفٍ عليه من مُسْمْعاتٍ … وحديثٍ عليه من أخلام

وفُكاهاتِ فتية ٍ هُمْ إذا شِئْ … تُ إدامٌ للْعيشِ خيرُ إدام

أخفقتْ رَوْحَتي من الربرب العِي … ن وطاشتْ من الرمايا سِهامي

ولعهدي بهنَّ قبلَ مشيبي … ينتظمن القلوبَ أيَّ انتظام

وقضيتُ الرضاعَ من دِرة الكر … م لتجريم أربعين تمام

ولتجريم أربعين قديماً … يتناهى الرضاعُ بابن المُدام

يا زمانَ الرضاع أرضعكَ المُزْ … نُ وأكدى على زمانِ الفِطام

دعوة ً إنْ تُجَبْ بِسُقْيا وإلاَّ … فسأسقيك بالدموعِ السِّجام

جارتي إنْ أكُنْ كبرتُ وأودى … بعُرامي اتِّقاءُ غِب الأثام

ودعتني النساءُ عمًّا وقد كنْ … تُ لديهِنَّ من بني الأعمام

فلقد أغتدى يُفَيِّىء غُصْني … خُيلاءُ الشباب حَيَّ العُرام

تتراءاني الحِسانُ العطابي … ل جلاء القذى شفاء السَّقامِ

ناظرات بأعيُنِ العينِ نَحْوي … عاطفاتٍ سوالفَ الآرام

ولقد أهبِطُ الرياض بصَحبِي … تتراءى عيونها بابتسام

بُكرة ً أو عشية ً يضحك الروْ … ض ويَبْكي الحمامُ شَجْوَ الحمام

تتعاطى بها الكؤوسُ رَواءً … واصِلي طِيبِها بِطيبِ نِدام

درَّ دَرُّ الصِّبا ودَرُّ مغاني الْ … لهو لو أنَّها دِيار مُقام

عَدَّى عن ذكر ما مضى واستمرَّتْ … دون مأتاهُ مِرَّة ُ الأوذام

وفلاة ٍ قطعتُها بفَلاة ٍ … كاللِّياحِ الملمَّع الأعلام

باتَ في لُجَّة ِ الظلامِ فريداً … تحتَ أهوالِ رائحٍ مِرْزامِ

مُطِرقاً يبحثُ الرّوي عن الظَّمْ … آنِ عن عانكٍ رُكام هيام

عَطَفَ اللَّيْلُ هَيْدَبَيْهِ عليه … وتداعتْ سماؤُهُ بانهدام

يقق اللَّونِ كالمُلاءة ِ إلاَّ … لُمعاً فيشَواهُ مثلُ الوِشام

ينْتَمي كُلُّهُ إلى آلِ سامٍ … غير هاتيكَ فهْي من آلِ حام

تلكَ أو سُفْعَة ٌ بخدَّيْهِ تُهْدي … جُدَّة ً في سراته كالعِصام

هَنَة ٌ قُوِّمتْ وعُوجَ منها … فتراها كأنَّها خَطُّ لام

حِطّها في القرا وفي الذَّنَبِ الزَّا … ئلِ قِسْمَيْنِ أعدلُ القُسَّام

ذو إهاب يضاحك البرقَ مالا … حَ وطوراً يضيءُ في الإظلام

ضُوعِفَ اللّيْلُ في الكثافة ٍ والطُّو … لِ عليه بِمُرْحجنٍّ رُكام

وخريقٍ تَلُفُّهُ في كِناس … عُدْمُليٍّ بجانبيه حوامي

دمَّنَتْهُ الأرواحُ قِدْما فريَّا … هُ كريَّا حرائرِ الأهضام

رقْرقتْهُ الشَّمال والرعد والبَرْ … قُ وفيْقاتُ وابل سجّام

حرجفٌ لو عاداه منها أذى القَرْ … رِ كفاه دُؤوبُها في المَوامي

وسوارٍ عليه لو كفتِ القَطْ … رِ أطارت كراه بالإرزام

دأْبُهُ ذاك فحمة َ الليل حتَّى … طلعَ الفجرُ ساطعاً كالضِّرام

أنقذ الصُّبْح شِلْوهُ من شفا الْ … موْتِ فأضحى يعلو رؤوس الأكام

فرحاً بالنَّجاة ترمي به المَيْ … عة ُ رمْيَ الوليدِ بالمِهزام

بينما الشَّاة ُ ناصلاً مِنْ هَنَاتٍ … بات يَشْقى بِهنَّ ليلَ التمام

قدْ صحتْ شمسُه وأقفرَ إلاَّ … من نِعاج خَواذلٍ ونعام

يصْطلي جَمْرة َ النَّهار ويلهو … بالرخامى وخَلْفَهُ العُلاَّم

إذ أُتيحتْ له ضوارٍ وطِمْل … مالهُ غيرَ صيْدِها من طعام

ينتهبن المدى إليْه ويضْرمْ … نَ له الشَّدَّ أيَّما إضْرام

ولديه لهُنَّ إنْ فَرَّ أو كَرْ … رَ عتاد المفَرِّ والمقدام

فترامتْ به الأجاريُّ شأواً … ثم ثابت حفيظة من محامي

كر فيها بمذوديه مُشيحاً … فسقاها كؤوسَ مَوْتٍ زُؤام

فارعَوَتْ مِنْ مُرَنَّح وصريع … ومُوَلٍّ مُهتَّكٍ النحر دامي

ومضى يَعْسِفُ النجاء كما زلْ … ل من المنجنيقِ مِرْدي رِجام هص راحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ

وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ … عزني في خطابه أنْ رآني

صارَ بعضي ظهيره في ملامي … ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ

ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام … قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي

وكفى بالقِناع دونَ اللثام … حلَّ رأسي فراعني أن في الشي

ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام … راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي

مقر الإنس ساكناتِ الخيام … فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي

وتناهيتُ خائفاً ما أمامي … بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال

بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي … كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء

ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ … حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ

بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي … ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ

شافياتٍ من الغليلِ الهُيام … حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ

لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام … لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ

لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي … فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ

مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام … سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما

لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ … وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ

ممتُ وأقدمت أيما إقدام … ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ

ت وأحجمتُ أيما إحجام … صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي

أفلا كان للإله صيامي … وإحيائي أن لا يكون من ال

له حيائي من غيره واحتشامي … إذْ تعديتُ لا حياءٌ من اللَّ

له نهاني ولا اتِّقاءُ انتقام … وتناهيْتُ مُعْظِماً لمَشيبي

ومَشيبي أحقُّ بالإعظام … أَفَلا هبِتُ ذا المهابة من قب

لُ وأكرمتُ وجهَ ذي الإكرام … كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا

ماً وبعض المتاب كالإجرام … توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍ وقديماً

أتبعَ الجهلُ زلة ً بارتطام … دحضتْ حُجَّة ُ المنيبِ إلى الشيْ

بِ وأنَّى لطالبٍ بقوام … أيُّ عذرٍ لتائبٍ لا إلى الل

ه ولكن إلى شبِيه الثغام … إن عُذراً من الذهاب إلى الل

ه لعُذْرٌ يغْلو على المُستام … أإلى أرذلي جعلتُ متابي

ضلَّة ً مثلَ ضلة ِ الأنعامِ … بل إلى الله تبتُ لمَّا ثناني

بِعِناني وزاعني بِزِمامي … راعني بالمشيبِ عمَّا نهى عن

ه بآي الكتابِ ذي الإحكام … كم بدا في الكتاب لي من ضياءٍ

كان مِنْ قبلُ دونه كالقَتام … هَتَك الشيبُ ذلك السِّتْرَ لي عن

ه فزال العمى وراح التعامي … وكلا الشيبِ والكتابِ جميعاً

واعِظٌ زاجرٌ عَنِ الآثام … غيرَ أنَّ الكتابَ يُكْتَبُ بالأقْ

لام والشيبُ ليس بالأقلامِ … بلْ بِرَدْعِ الحوادث المُصْمَئِلاَّ

ت ومرِّ الشهور والأعوام … لن ترى مثلهُ كتاباً مُبينا

لا بشكْلٍ لهُ ولا إعجام … خُطَّ غُفْلَ الحُروفِ يقرؤه الأُمْ

مِيُّ كالصبح غير ذي استعجام … فيه للقارئين أيُّ نذيرٍ

بِبلَى جِدّة ووشك اخترام … عاذلي قد نزعتُ فانزع عن العَذْ

لِ وإن كنتَ في صواب حَذَام … قد رأيت الذي هويتَ فأرْضَيْ

تَ وأرغمتَ فارْضَ لي إرغامي … حَلأَّتْني الخطوبُ عن شِرَع الله

و فأصبحتُ حائماً في الحيام … وأبيها لقد حمتْ سائغاتٍ

بارداتِ النِّطافِ زُرْقَ الجِمام … لن تراني العيون أشرعُ فيها

فدعِ اللَّومَ ولْيُدَعْ اتِّهامي … متُّ إلا حُشاشة ً وادّكارا

مثلَ أحلامِ حالمِ النوَّام … ومتى ما انقضتْ أجاريُّ طِرْفٍ

ماتَ إلاَّ صيامَه في المصام … غيرَ أنِّي مع انْتِزاعي وإفلا

عي ودفعي إلة نصيحي خِطامي … قائلٌ قول ذاكرٍ خيرَ عصريْ

ه طويلِ الحنين والتهيام … لهفَ نفسي على الشبابِ الذي أضْ

حى خَلْفي وذِكْرُه قدامي … لهف نفسي عليه أن صار حظي

منه لهفاً يُعِضُّني إبهامي … لهفَ نفسي على الظِّباء اللّواتي

عاقني عن قَنِيصها إحرامي … لهف نفسي على احتكامي على البِي

ضِ وإذْعانِهِنَّ عند احتكامي … واقتحامي وللهوى عزماتٌ

يقتحمْن العِقابَ أيَّ اقتحام … ودفاعي خلالَ ذلك نفسي

عن خلاط الحرام بالإلمام … لهف نفسي على الشراب السّرامِيْ

ي وإعماله بطاسٍ وجام … وعزيفٍ عليه من مُسْمْعاتٍ

وحديثٍ عليه من أخلام … وفُكاهاتِ فتية ٍ هُمْ إذا شِئْ

تُ إدامٌ للْعيشِ خيرُ إدام … أخفقتْ رَوْحَتي من الربرب العِي

ن وطاشتْ من الرمايا سِهامي … ولعهدي بهنَّ قبلَ مشيبي

ينتظمن القلوبَ أيَّ انتظام … وقضيتُ الرضاعَ من دِرة الكر

م لتجريم أربعين تمام … ولتجريم أربعين قديماً

يتناهى الرضاعُ بابن المُدام … يا زمانَ الرضاع أرضعكَ المُزْ

نُ وأكدى على زمانِ الفِطام … دعوة ً إنْ تُجَبْ بِسُقْيا وإلاَّ

فسأسقيك بالدموعِ السِّجام … جارتي إنْ أكُنْ كبرتُ وأودى

بعُرامي اتِّقاءُ غِب الأثام … ودعتني النساءُ عمًّا وقد كنْ

تُ لديهِنَّ من بني الأعمام … فلقد أغتدى يُفَيِّىء غُصْني

خُيلاءُ الشباب حَيَّ العُرام … تتراءاني الحِسانُ العطابي

ل جلاء القذى شفاء السَّقامِ … ناظرات بأعيُنِ العينِ نَحْوي

عاطفاتٍ سوالفَ الآرام … ولقد أهبِطُ الرياض بصَحبِي

تتراءى عيونها بابتسام … بُكرة ً أو عشية ً يضحك الروْ

ض ويَبْكي الحمامُ شَجْوَ الحمام … تتعاطى بها الكؤوسُ رَواءً

واصِلي طِيبِها بِطيبِ نِدام … درَّ دَرُّ الصِّبا ودَرُّ مغاني الْ

لهو لو أنَّها دِيار مُقام … عَدَّى عن ذكر ما مضى واستمرَّتْ

دون مأتاهُ مِرَّة ُ الأوذام … وفلاة ٍ قطعتُها بفَلاة ٍ

كاللِّياحِ الملمَّع الأعلام … باتَ في لُجَّة ِ الظلامِ فريداً

تحتَ أهوالِ رائحٍ مِرْزامِ … مُطِرقاً يبحثُ الرّوي عن الظَّمْ

آنِ عن عانكٍ رُكام هياه … عَطَفَ اللَّيْلُ هَيْدَبَيْهِ عليه

وتداعتْ سماؤُهُ بانهدام … يقق اللَّونِ كالمُلاءة ِ إلاَّ

لُمعاً فيشَواهُ مثلُ الوِشام … ينْتَمي كُلُّهُ إلى آلِ سامٍ

غير هاتيكَ فهْي من آلِ حام … تلكَ أو سُفْعَة ٌ بخدَّيْهِ تُهْدي

جُدَّة ً في سراته كالعِصام … هَنَة ٌ قُوِّمتْ وعُوجَ منها

فتراها كأنَّها خَطُّ لام … حِطّها في القرا وفي الذَّنَبِ الزَّا

ئلِ قِسْمَيْنِ أعدلُ القُسَّام … ذو إهاب يضاحك البرقَ مالا

حَ وطوراً يضيءُ في الإظلام … ضُوعِفَ اللّيْلُ في الكثافة ٍ والطُّو

لِ عليه بِمُرْحجنٍّ رُكام … وخريقٍ تَلُفُّهُ في كِناس

عُدْمُليٍّ بجانبيه حوامي … دمَّنَتْهُ الأرواحُ قِدْما فريَّا

هُ كريَّا حرائرِ الأهضام … رقْرقتْهُ الشَّمال والرعد والبَرْ

قُ وفيْقاتُ وابل سجّام … حرجفٌ لو عاداه منها أذى القَرْ

رِ كفاه دُؤوبُها في المَوامي … وسوارٍ عليه لو كفتِ القَطْ

رِ أطارت كراه بالإرزام … دأْبُهُ ذاك فحمة َ الليل حتَّى

طلعَ الفجرُ ساطعاً كالضِّرام … أنقذ الصُّبْح شِلْوهُ من شفا الْ

موْتِ فأضحى يعلو رؤوس الأكام … فرحاً بالنَّجاة ترمي به المَيْ

عة ُ رمْيَ الوليدِ بالمِهزام … بينما الشَّاة ُ ناصلاً مِنْ هَنَاتٍ

بات يَشْقى بِهنَّ ليلَ التمام … قدْ صحتْ شمسُه وأقفرَ إلاَّ

من نِعاج خَواذلٍ ونعام … يصْطلي جَمْرة َ النَّهار ويلهو

بالرخامى وخَلْفَهُ العُلاَّم … إذ أُتيحتْ له ضوارٍ وطِمْل

مالهُ غيرَ صيْدِها من طعام … ينتهبن المدى إليْه ويضْرمْ

نَ له الشَّدَّ أيَّما إضْرام … ولديه لهُنَّ إنْ فَرَّ أو كَرْ

رَ عتاد المفَرِّ والمقدام … فترامتْ به الأجاريُّ شأواً

ثم ثابت حفيظة من محامي … كر فيها بمذوديه مُشيحاً

فسقاها كؤوسَ مَوْتٍ زُؤام … فارعَوَتْ مِنْ مُرَنَّح وصريع

ومُوَلٍّ مُهتَّكٍ النحر دامي … ومضى يَعْسِفُ النجاء كما زلْ

ل من المنجنيقِ مِرْدي رِجام … أو كما انقضَ كوكبٌ أو كما طا

رت من البرق شقَّة ٌ في غمامِ … ذاك شبَّهْتُ ناقتي حينَ راحت

صخِباً رحلُها كَتُومَ البُغام … ميلعَ الوخدِ تقذفُ المروَ بالمرْ

وِ وتَرمي اللُّغامَ بعد اللُّغام … كم أجازت إلى الأميرِ عُبَيْدَ الْ

لهِ حامِي الحمى وراعي الذِّمام … عبْدَليٌّ مُهَذبٌ طاهِريٌّ

مُصْعَبيُّ يبدُّ كلَّ مُسامي … فيه جِدُّ الفتى وحِلْم المذكِّي

وحجا الكهل وارتياحُ الغلام … مَلِكٌ حلَّ من سماءِ المعالي

فوق شمسِ الضَّحى وبدرِ الظلام … حلَّ منها محلَّ أنجمها الزُّهْ

رَ سواقي الغيوثِ والأعلام … فهْوَ فيها مغوثة وهدى للنْ

ناس عين الجواد والعلاَّم … وهْو من بعد ذاك زينتُها الحُسْ

نى بذاك السَّنا وذاك الوسام … وهْو إنْ مارسَ الخطوبَ فناهي

كَ به أيُّ واصلٍ صرَّامِ … ذو هناتٍ بهنّ يلتئمُ الصَّدْ

عُ إذا قلتَ لاتَ حينَ التئام … ثاقبُ الفِكرِ ما تمهُّلَ في الرأْ

يِ شديدُ الإسداء والإلحام … فإذا بادَه الحوادثَ بالرأ

ي أصاب الصَّوابَ بالإلهام … ألْمَعِيُّ مُوَفَّقُ بهدي اللَّ

ه لد الخُطَّة ِ الغَياء العَقام … وإذا الشكّ خالجَ الرأيَ أمضى

رأيَهُ عزْمُ عازمٍ مِجْذام … لا كإمْضاءِ جاهلٍ عجرفيٍّ

يركبُ الرأيَ قبل شَدِّ الحزام … صاحبُ السيفِ والمكائدِ والنق

صِ لتلك الأمور والإجرامِ … لا تراه يخِفُّ للمستخفا

ت ولا يستكينَ للآلام … جبلُ الأرضِ ذو الشماريخِ والأط

وادِ والناسُ حوله كالرُّضام … صاحبُ الدعوة ِ التي ردت الحقْ

قَ على أهله برغم الرغام … والذي أسرعَ الإجابة َ واستعْ

جل قبل الإسراج والإلجام … صاحبُ النصرة ِ التي شفعتْ نُصْ

رة َ أهل الفسيل والآطام … صاحبُ الشرطة ِ الذي انهزم الطَّا

غوتُ إذْ كافحتهُ أيَّ انهزام … صاحبُ الراية المظفَّرة السَّوْ

داء تهفو على الخميسِ اللُّهام … صاحبُ الحرية ِ التي تنفث المو

تَ كنفْثِ الأفعى زُعافَ السِّمام … لم يزل شاملَ المنافع للأمْ

مَة طُرّاً مَأْمُومِها والإمام … حامِلُ القلبِ واللسانِ إذا ما

كَهَمَتْ شَفْرَة ُ الجبانِ الكَهام … يغتدي من بني عُطاردَ في السِّلْ

مِ وفي الحربِ من بني بهرام … ذو البيانِ المُبينِ عن حجة اللَّ

ه وليس المبينُ كالنمنام … ذو اليد الثرَّة المُقبَّلة ِ الظَّهْ

رِ وأفواهُ حاسديه دَوامي … باطنا راحتيه زمزم تُمتا

حُ وظهراهما فركنا استلام … مَلِكُ تُمْطِرُ المواهبَ كفّا

ه كما انهلّ صيِّبُ الودْقِ هامي … لم يزل كل عاجل من عطا

ياه بشيرا بآجلٍ مستدامِ … وكأنّ المؤمِّلين يمتو

ن إليه بأقرب الأرحام … أمَلُ الآملينَ إيَّاه زُلْفَى

لهم عنده وحَبْلُ اعتصامٍ … في يَدَيْ كُلِّ ذي رجاء وخوفٍ

عروة ٌ منه غير ذاتِ انفصام … وهو كالكَعْبَة ِ المُصلِّي إليها الن

ناسُ من بني مُنْجِدٍ وتَهامي … قِبْلة ُ الآملينَ مُنْتَجَعُ الرَّا

جين مأوى الضِّعاف والأيتام … معقلُ الخائفينَ عند اللُّتيَّا

والتي بعدها وأزم أزام … يتَّقي جودُهُ صُلولَ القناطي

رِ كما يُتَّقَى صُلولُ اللِّحام … والقناطيرُ لا تَصِلُّ ولكنْ

منعها الحقَّ أيُّما اسْتذمام … وصلولُ اللِّحام يُسْقِمُ لكن

سقمُ البخلِ أبرح الأسقام … وكذا الماءُ طيِّبٌ ما استقوْهُ

آجن آسِنٌ على الإجمام … يعذُبُ الموردُ الذي يُستقى من

هُ ولا تعذبُ المِياهُ الطَّوامي … يجتبي المال من مجابيه بالعَدْ

لِ ويُعطيه غيرَ ما ظلاَّم … أرخصتْ كفُّهُ العطيا وأغْلَتْ

حَمْدَ سُوَّامِها على السُّوَّام … ليس ينفكُّ من عطايا تُبارِي

سائراتٍ خواطرَ الأفهام … حاصلاتٍ وهُنَّ مِنْ عظم القَدْ

رِ كَبَعْضِ المُنَى أوِ الأحلامِ … وعطايا كوامن في المواعي

د كُمونَ الثِّمارِ في الأكمام … فعطاياهُ دانياتٌ يدَ الده

ر تواليَ كأنَّها في نظام … ساعياتٌ إلى رجالٍ قُعودٍ

سارياتٌ إلى أناسٍ نيامِ … مُعفياتٌ من السؤالِ مصفَّا

ة ٌ ألا هكذا عطاء الكرام … مُعفياتٌ من الهوان وجوهاً

عبَّدتها مُطالباتُ اللِّئام … أمسكَ السائلونَ عنه وكانوا

قبلهُ للملوكِ كالغُرَّام … نَهْنهتهُم لهًى له ليس تنفكْ

كُ على المُقْترينَ ذات ازدحام … ووفودُ السلامِ والشكرِ يغدو

ن قياماً إليه بعدَ قيام … فوفودُ السوال عنه قعودٌ

مَقْعَدَ الحامينِ لا اللُّوام … ساهرٌ لا ينامُ عن حاجة ِ السّا

هر حتى يذوق طعمَ المنام … ويصونُ الوليّ بالجاه والما

لِ كصونِ الكَميِّ نصلَ الحسام … ما هُمَا للْوَليِّ إلا كغِمْدَيْ

ن لديه كصارم صمصام … وحقيقٌ بذاكَ مَنْ أوَّلوهُ

كالنواصي والناسُ كالأقدام … ضربتْ تحتَهُ عُروقٌ نوام

فتعالتْ به فروعٌ سوامي … نعمة ُ اللَّهِ عند من وصل اللَّ

ه به أختَ نعمة ِ الإسلام … ذاك فيه الأمانُ من كبة النَّا

رِ وهذا جارٌ من الأيام … في ذَراهُ يُستبدَلُ العِزُّ والثَّرْ

وة من ذلة ٍ ومن إعدام … مُسْتَحِقٌ نُعمَى الإله عليه

حقَّ فضلِ المِنعام للْمنعامِ … إنَّ مَنْ يرتجي سواهُ لكالذا

هبِ عن ربِّه إلى الأصنام … يظلمُ الحاسدونَ إذْ حسدوهُ

وهْو في ماله شريكُ الأنامِ … غيرَ حُسّاده على الشِّيمَ الغُرْ

رِ اللواتي سلمْنَ من كُلِّ ذام … فهُمْ منصفونَ في ذاكَ لاشكْ

كَ لدى المُنْصفينَ في الأحكام … هل يُعرَّى امرؤٌ من الحسدِ المَحْ

ضِ على نيلِ أفضلِ الأقسام … أنا من حاسديه لكنني لس

تُ بباغ نُعماه غيرَ الدَّوام … حسدي أنَّني أريدُ لنفسي

بعض أخلاقه بغير اكتتام … وإذا حاسدٌ سفا من غليل

فهْوَ في وزْن عاشق مُسْتهامِ … لستَ تَدْرِي نثاه أحلى مذاقا

أم سماعاً من ألسُنِ الأقوام … رُبَّ نُعمَى له عليَّ ونُعمَى

وأيادٍ له لديَّ جِسام … حطَّ ثِقلَ الخرجِ عنِّي وقد كا

ن كأركانِ يَذْبُلٍ وشمام … وأراني الضِّياعَ مالا وقد كن

تُ أرى ملكَها كبعضِ الغرام … كفَّ من سورة ابن بسطامَ عنِّي

وهْي مشبوبة ٌ كحرِّ الضّرام … وأراهُ بنورهِ حَقَّ مِثْلي

وهْو مُذْ كان موقِظُ الأفهام … فقضى حاجتي وكان كسَيْفٍ

هُزَّ فاهتَزَّ وهْوَ غيْرُ كَهام … هزَّهُ ماجدٌ يناصح في الهزْ

زِ هُمَامٌ مُتَوَّجٌ لهُمام … ومُحالٌ ألاَّ يقومَ بما قلْ

لَدَهُ الأولياءُ كُلَّ القِيامِ … وهْو ممَّنْ تقدَّمَ الناسَ كالرَّأ

سِ وممن علاهُمُ كالسنام … فجزاهُ الإلهُ عنِّي خُلوداً

ونعيماً في ظِلِّ دار السلام … بعدما يعم البقاء به الدنْ

يا صحيحا ممتَّعاً ألفَ عامِ … ن