إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي – ابن الرومي
إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي … عتبْتَ له فاعدِر وقل فيّ بالعدلِ
أرى العرفَ شِرباً لا يصحُّ صفاؤه … إذا وقعتْ فيه قذاة ٌ من المطلِ
تأملْ أباسهلٍ بعينٍ بصيرة ٍ … ولاتخلطنَّ الجِدَّ في ذاك بالهزلِ
أسخَّى عن الدارِ المقيمِ نعيمُها … سِوى أنها شيء يُنال على مهلِ
أم اختيرت الدنيا على تلك زوجة ً … لشيءٍ سوى تعجِيلها حاجة َ البعلِ
ألا مالحاجاتٍ تساعى وحاجتي … مقيّدة ٌ تمشي الهُوَيْنا على رِسلِ
وياليتها تمشي الهُوينا على الصَّفا … ولكنها تمشي العرضنَة َ في الوحلِ
تسحبت عِلما إن لي متسحبّاً … عليك دِميثا في دَهاسٍ من الرمل
وماليَ إدلالٌ عليك بنعمة ٍ … سوى نِعمٍ أولْيتَنِيها أبا سهلِ
وأنت الذي يعتدُّ نُعماه مِنَّة ً … لقابِلها لا عن غباءٍ ولاجهل
ترى النعمة َ المُسْداة َ منك كنعمة … عليك تُجازيها فدهرُك للبذل
إذا أنت أنهلْتَ العُفاة عللتَهم … فجدوى على جدوى وفضلٌ على فضل
ولن يُرويَ الساقي حوائمَ وِردِه … إذا لم تكن سقياه عَلاّ على نهلِ
فلا عِدم الوُرّادِ منك هشاشة ً … لِسَقْيهمُ سجْلاً رويّا على سجْلِ
رضِيتُك للخُلاّن إلا لِواحدٍ … شهدْتَ له بالفضل في الظَّرفِ والعقل
مججتَ له أرياً فلما استراثه … لسعْتَ ولسْعُ المجتني سُنَّة النحلِ
فكُنْ نحلة ً تُجدي بغير معرّة ٍ … وجُدُ مُعفياً فيه من العدل والعذلِ
وفز ببقاءِ البَعْدِ إن بقاءه … مدى الدهرِ واستأثِر بسابقة ِ القَبْلِ