يَا فَرْخَ نِهْيَا بِإفْكٍ قُلْتَ أوْ زُورِ – بشار بن برد
يَا فَرْخَ نِهْيَا بِإفْكٍ قُلْتَ أوْ زُورِ … إذ لا تزالُ تعبا لي بتعبير
قَدْ كُنْتُ قَصَّرْتُ بُقْيَا أوْ مُحَافَظَة ً … فالآن حين انجلى همي بتقصيري
نبئت أنك يا حماد تنبحني … والكلبُ ينبحُ مربوطاً بساجورِ
أحِينَ هَرَّتْ كِلاَبُ الْحَيِّ مِنْ حَرَسِي … واحمر من مهج الأجواف تصديري
وذب عني غواة الناس معتدياً … بابٌ حَدِيدٌ وَصَوْتٌ غَيْرُ مَنْزُورِ
تفشو إلي بأشعارٍ ملصقة ٍ … مَهْلاً أَبا عُمَرٍ مَا أنْتَ في العِير
حلفتُ بالقبلة البيضاء مجتهداً … وَالمْقَام وَرُكْنِ البَيْتِ وَالسُّورِ
لقد عققت عجوزاً جئت من هنها … مَا الشَّيْخُ وَالدُكَ الأَدْنَى بِمَبْرُور
غَنَّيتَ في الشَّرْبِ مْنْدُوباً ومُبْتَدِئاً … فهل كفاك التغني في المواخيرِ
غر القصائد أسديها وألحمها … كأن رأسك منها في أعاصير
اذكر سواءة ثم افخر بظئرهمُ … وَمَا افْتِخَارُ بُنَيِّ الظِّئْرِ بالظِّيرِ
صَهْ لاَ تَكَلَّمْ جِهَاراً فِي مَجَالِسِنَا … وَسَلْ عَجَوزَكَ عَنْ بَكْرِ بنِ مَذْعُورِ
قد كنت أعرفُ حماداً فأستره … وما امرؤ من بني نهيا بمستور
وَأنتَ أَعْقَدُ مِثْلُ اللَّوْزِ مُعْتَرِضٌ … بِالدُّرِّ تَغْدُو بِوَجْهٍ غَيْرِ مَنْصُورِ
تعطي وتأخذ من قبلٍ ومن دبر … وذَاكَ شُغْلٌ عَن الْمَعْرُوفِ والْخِيرِ
وعَجْرَدٌ كَانَ وِشَّاء وكَانَ لَهُ … علم المباهي بوضع الوشي والنير
قد عالج الغرل حيناً قبل لحيته … حتى علا رأسهُ شيبٌ بتقتير
وأنتم أهلُ بيتٍ عمكم ستهٌ … فَكُلُّكُمْ بِاسْتِهِ دَاءُ السَّنَانِير
في منصبٍ من بني نهيا تطيفُ به … شُمْطُ النَّبِيطِ بِأكْبَارِ وَتَوْقِيرِ