يقولون: جارَ عليك المشيبُ – أسامة بن منقذ

يقولون: جارَ عليك المشيبُ … ومن ذا يجير إذا الشيب جارا

وما كنتُ مغتبطاً بالشَّباب … وهل كان إلا رداءً مُعارَا

ولكنَّني ساءَني فَقدُه … فواهاً له، أيَّ همٍّ أثَارَا

وما ساءني أن أحال الزمان … ليلي نهاراً وجهلي وقارا

ولكن يقولون: عصر الشباب … يكونُ لكلِّ سرورٍ قَرارَا

وما زلتُ مُنذ تردّيتُهُ … كخابط ليل أعاني العثارا

أكابد دهراً يشيب الوليد … وهما يَشُبُّ بأحشايَ نَارَا

فوجْدى َ أنِّيَ فارقتُه … ولم أَبْلُ ما يزعمون اختِبارَا