يا مُهدي الوَردِ الجَنِيِّ لنا – سبط ابن التعاويذي
يا مُهدي الوَردِ الجَنِيِّ لنا … جَرْياً على عاداتِهِ الأُوَلِ
إنَّ الزمانَ رمى ولِيَّكُمُ … فِي مُقْلَتَيْهِ بِحَادِثٍ جَلَلِ
فَمَتَى يُسَرُّ بِمَنْظَرٍ حَسَنٍ … والحظُّ عندَ الحُسنِ للمُقَلِ
أَهْدَيْتَهَا مِثْلَ الْخُدُودِ خُدُودَ … الْبِيضِ قَدْ دَمِيَتْ مِنَ الْخَجَلِ
حسناءَ جاءَتْ من مَلابِسِها … مُخْتَالَة ً فِي أَحْسَنِ الْحُلَلِ
في غيرِ مَوسمِها وقد ذهبَتْ … أيامُها والدهرُ ذو دُوَلِ
فَكَأَنَّهَا كَانَتْ قَدِ کنْفَرَدَتْ … عن جِنسِها تمشي على مهَلِ
لَمْ أَحْظَ مِنْهَا وَهْيَ حَاضِرَة ٌ … عندي بغيرِ الشمِّ والقُبَلِ
فعرَفْتُ عَرْفَكَ من رَوائِحِها … وفهِمتُ منها حُسنَ رأيِكَ لي
كَمْ مِنْ يَدٍ لَكَ لَسْتُ أُنْكِرُهَا … مَشكورة ٍ أمثالُها قِبَلي
عَذْرَاءَ يَضْعُفُ عَنْ تَحَمُّلِهَا … شُكري كما يَقْوى بها أمَلي
أذْكَرْتَني عصرَ الشبابِ بها … ومواسِمَ الأفراحِ والجَذَلِ
أيامَ لا أُرعي لعاذلة ٍ … سَمعي ولا أُصغي إلى العَذَلِ
فاليومَ عُودُ الدهرِ مُحتَطَبٌ … ذاوٍ وشمسُ العُمرِ في الطَّفْلِ
لَمْ يَبْقَ لِي فِي لَذَّة ٍ أَرَبَّ … أَنَا مِنْ زِحَامِ الْهَمِّ فِي شُغُلِ
أَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا … وَعَلَى کقْتِرَابِ مَسَافَة ِ الأَجَلِ
فَکسْحَبْ ذُيُولَ سَعَادَة ٍ فُضُلا … فِي ظِلِّ عَيْشٍ نَاعِمٍ خَضِيلِ