أَتَرْضَوْنَ يا أهلَ بغداذَ لي – سبط ابن التعاويذي

أَتَرْضَوْنَ يا أهلَ بغداذَ لي … وَعَنْكُمْ حَدِيثُ کلنَّدَى يُسْنَدُ

بِأَنِّي أَرْحَلُ عَنْ أَرْضِكُمْ … أَجُوبُ البلادَ وأَسْتَرْفِدُ

ألاَ رجلٌ منكمُ واحدٌ … يُحرِّكُهُ المجدُ والسُّودَدُ

يُقَلِّدُنِي مِنَّة ً يَسْتَرِقُّ … بها حُرَّ شُكري ويَستعْبِدُ

ويغضبُ لي غَضبة ً مُرّة ً … يَعُودُ بِهَا کلْمُصْلِحَ کلْمُفْسِدُ

لَقَدْ شَانَنِي أَدَبِي بَيْنَكُمْ … كما شِينَ باللِّحْية ِ الأمرَدُ

أمَا لي منكمْ سِوى “شِعرهُ … رَقِيقٌ وَخَاطِرُهُ جَيِّدُ

يَسُرُّكمُ أنْ يُغَنَّى بهِ … وَيُطْرِبُكُمْ أَنَّهُ يُنْشَدُ

وأُقسِمُ أنَّ رغيفاً لدَيَّ … مِنْ قَوْلِكُمُ جَيِّداً جَيِّدُ

أَرَى کلْبَحْرَ مُعْتَرِضاً دُونَكُمْ … وَمَا لِي عَلَى سيفِهِ مَوْرِدُ

ويَبْعَدُ خيرُكمُ إنْ دنَوْتُ … عنيّيَ والشرُّ لا يبعَدُ

وَأَشْهَدُ فِي کلرَّوْعِ يَوْمَ کللِّقَاءِ … وَإنْ قُسِمَ کلْفَيءُ لاَ أَشْهَدُ

وَأَغْرُسُ مَدْحِي فَلاَ أَجْتَنِي … وأزرعُ شُكري ولا أحصُدُ

أبيعُ ثَنائي وكُتْبي ولا … يَمُدُّ إليَّ برِفْدٍ يَدُ

وَيُوسِعُنِي کلدَّهْرُ ظُلْماً وَلاَ … أُعَانُ عَلَيْهِ وَلاَ أُنْجَدُ

زمانٌ يُحَنِّقُني صَرفُهُ … كَأَنَّ حَوَادِثَهُ مِبْرَدُ

أما ينتبِهْ ليَ منكمْ كريمٌ … فيُسعِفُني فيهِ أو يُسعِدُ

سَأَحْتَقِبُ کلصَّبْرَ مُسْتَأْنِياً … لعلَّ عواقِبَهُ تُحمَدُ

وإنْ كَسُدَتْ سوقُ مدحي لكمْ … فَسُوقُ کلدَّفَاتِرِ لاَ تَكْسُدُ

وَأَرْحَلُ عَنْكُمْ إلَى بَلْدَة ٍ … بها في الشدائدِ من يرفِدُ

أَحِلُّ مَحَلِّي مِنْ أَهْلِهَا … بِفَضْلٍ وَفَضْلِي لاَ يُجْحَدُ

إلى بلدة ٍ لا تقومُ الخطوبُ … بِکلْحُرِّ فِيهَا وَلاَ تَقْعَدُ

فَمَاءُ کلسَّمَاحِ بِهَا لاَ يَغِيضُ … وريحُ المكارمِ لا ترْكَدُ

ولا الأسَدُ الوَرْدُ فيها يموتُ جوعاً ولا الكلبُ يسْتَأْسِدُ … وَرْدُ فِيهَا يَمُـ

يُسالمُ أيّامُها أهلَها … فَسَيْفُ کلْخُطُوبِ بِهَا مُغْمَدُ

لَحَى کللَّهُ بَغْدَاذَ مِنْ مَوْطِنٍ … بهِ كلُّ مَكرُمة ٍ نُفقَدُ

هِيَ کلدَّارُ لاَ ظِلُّ عَيْشِي بِهَا … ظَلِيلٌ وَلاَ زَمَنِي أَغْيَدُ

نَسِيمُ کلْهَوِيّ بِهَا بَارِدٌ … وَسُوقُ کلْقَرِيضِ بِهَا أَبْرَدُ

وأخلاقُ سُكّانِها كالزُّلالِ … ولكنَّ أيديهمُ جلمَدُ

ـوتُ جُوعاً وَلاَ کلْكَلْبُ يَسْتَأْسِدُ … ونارُ المَظالمِ لا تخمَدُ

فَكَفُّ کلْعَوَارِفِ مَقْبُوضَة ُ کلْـ … بخِسَّة ِ آبائِهِ تشهَدُ