يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ – ابن الرومي

يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ … فما عكفنا على بُدٍّ ولا وَثن

ومَن سألناهُ قِدماً كلَّ منفسة ٍ … فما سألنا بقايا الآي والدِّمن

إن لاتكنْ واسعَ الأملاكِ فاشِيهَا … فما عَهِدناكَ إلاَّ واسع العطن

ولا شَقِينا بوعدٍ منك يتبعُهُ … مَطلٌ ولا كنتَ إلاَّ صافي المِننِ

أعاذَكَ الله من حالٍ تُماطِلُني … لضيقها بكساءٍ تافِهِ الثَّمنَ

ومن بصيرة ِ رأْي غيرِ مُبْصرة ٍ … إنَّ اطراحَكَ حَمْدي أغبنُ الغَبن

انظر إلى الدنيا وزينتِها … ترَى الكارمَ فيها زينة َ الزِّينَ

فالبسْ وألبِسْ فإنَّ الثوبَ تلبِسُهُ … زَيْنٌ على النفسِ لا ثِقلٌ على البدن

وفي ادراعِكَ ثوباً منظرٌ حسن … ولم يُحَسِّنْكَ مثلُ المَسْمَع الحَسَن

إن تكسُني يكسُك المعروفُ من كثَب … ثوباً جميلاً تراه أعينُ الفَطِن

فاكسُ ابنَ شكرِك ما يَبْلي على ثِقة ٍ … أنْ سوفَ يكسوكَ ما يقي على الزمن