يا من نهنيء بالسيامة أسقفا – جبران خليل جبران

يا من نهنيء بالسيامة أسقفا … شرفا فأنت بما بلغت حقيق

لم تقن جهدك ناشئا ومنشئا … في الصالحية والصلاح طريق

حتى بدت في القدس آيات محت … كسف الدجى فإذا الغروب شروق

وزكت غراس معارف وفضائل … بالحمد يذكر عهدها الموموق

عهد بما أنجحت فيه من المنى … لا الفضل منقوص ولا مسبوق

ولقد تقاضت قسطها ممن نمت … حلب فكان لما رجت تحقيق

ندبتك للعبء الجسيم فلم تضق … ذرعا وذرع الأقدرين يضيق

وأطقت في نفع الشباب وهديهم … ما لم يكن جلد سواك يطيق

تفني الجهود مثقفا ومؤلفا … والوحي فيض واليقن وثيق

فاليوم يظفر بالجزاء مجاهد … تقضى له ذمم به وحقوق

عدلا يثاب العامل المقدام في … سبل الهدى والعالم المنطيق

تقليده الحلل السنية والحلى … عيد يروع بحسنه ويروق

فالدار جذلى والسماء مضيئة … والحشد يهزج والنظام أنيق

ترجو لك التوفيق فاذهب راشدا … ولمن سترعاهم بك التوفيق

يا صفوة الشعب الذين عقدتم … حفلا لأسقفنا الجديد يليق

يكفيه أن الموسعيه حفاوة … لهم بمصر الموضع المرموق

حيوه عن ثقة بمن ولى وما … في فعلهم مذق ولا تزويق

دام التعاطف بيننا وإمامه … راعي الرعاة السيد البطريق

هو قائد لا جبن في أجناده … هو والد ما في بنيه عقوق

للصدق والصبر الجميل نجله … أفما يجل الصابر الصديق

بالحق قد ملك القلوب وإنه … بالحب منها والولاء حقيق