يا مصر كم في سيرة الجيل الذي – جبران خليل جبران

يا مصر كم في سيرة الجيل الذي … يمضي هدى للواحق الأجيال

سيري وبشي للخطوب فإنما … تلك الخطوب نجائب الآمال

ماذا أعدد من مناقب أحمد … في الخطب ما فيه من الإذهال

تلك المناقب دون كل حقيقة … منها إذا وصفت أعز خيال

لا تستطيع يراعة تفصيلها … ولعلها تغيي على الإجمال

وأجلها تكل المفاداة التي … هي آية الإحسان والإجمال

ما موت أحمد حتف أنف إنه … للقتل في عقبي أشد نزال

لبى نداء ضميره لما دعا … داعي الحفاظ فجال أي مجال

تعتاقه الحمى ولا يلوي بها … هل عاقت الضرغام دون صيال

يا خيرم نحامى فكان لكل من … حامى بقدوته أجل مثال

جزت الفدى لما نهاك الطب أو … تردى فلم تمنحه أدنى بال

وأجبت إني لم أضن على الحمى … بدم الشباب فما الذماء بغالي

لا يكرث الرئبال أن يمنى وقد … منع العرين بصرعة الرئبال

كلا ولا النجم الذي فيه الهدى … للناس أن يرفض بالإشعال

ما راع قلبك في الغرانيق العلى … إلا كرام عرضوا لنكال

وقفوا بمقمرة الحتوف لشبهة … والعمر رهن إجابة وسؤال

فعمدت تنفي باليقين من النهى … ما دس من ريب لسان القالي

ورأى العدول الحق أبلج ما به … فند وتمت حيرة العذال

ناديت يا للعدل للبلد الذي … أمسى أعز بنيه في الأغلال

فأجاب دعوتك القضاء منزها … في الحكم عن خطل وعن إخلال

لم يخش إلا به في حكمه … ونبا بقيل للوشاة وقال

رد الأولى سجنوا بلا ذنب إلى … من ودعوا من أسرة وعيال

قد نيل من أقدامهم بعقالهم … أما النفوس فلم تنل بعقال

بجميل ما أبليت في إنقاذهم … قرت نواظر قومهم والآل

أحييتهم وقضيت ذاك هو الفدى … وهو النوال وراء كل نوال

فضل ختمت به حياتك مثبتا … في إثرها شفقا بديع جمال

إن لم توف الناس شكرك فليكن … لك خيره من ربك المتعالي