يا للهوى والغزل – مصطفى صادق الرافعي
يا للهوى والغزل … من العيونِ النجلِ
من الظبى لا كالظبى … من مرحٍ وكسلِ
من المهى لا كالمهى … في الحدقِ المكتحلِ
من الدّمى لا كالدّمى … في حسنها المكتملِ
أقبلنَ يَخْتَلنَ فلم … يكنَّ غيرَ الأسلِ
ثمَّ نظرنَ نظرةً … معقودةً بالأجلِ
ثمَ انسرينَ من هنا … ومن هنا في سُبُلِ
منفرداتٍ وجلاً … يا طيبَ هذا الوجلِ
مبتعداتٍ خجلاً … يا حسنهُ من خجلِ
ثم التقينَ كالنقا … ءِ أملٍ بأملِ
مؤتلفاتٍ جذلاً … وهنَّ بعضُ الجذلِ
مختلفاتٍ جدلاً … والحسنُ أصلُ الجدلِ
هذي تغيرُ هذهِ … بحليها والحللِ
وتلكَ من زيننتها … زينتها في العطلِ
تنافسا والحسنُ لل … حسانِ مثلُ الدولِ
ثم انبرتْ فاتنةً … تميلُ ميلَ الثملِ
تنهضُ خصراً لم يزلْ … من ردفها في مللِ
تهتزُّ في كفِّ الهوى … هزَّ حسامِ البطلِ
قائمةً قاعدةً … جائلةً لم تجلِ
كالشمسِ في ثباتها … وظلِّها المتنقلِ
دائرةٌ في فَلكٍ … من خصرها والكفلِ
وصدرها كالقصرِ شِي … دَ فوقَ ذاكَ الطللِ
وخصرها كزاهدٍ … منقطعٍ في الجبلِ
يهزّها كلُّ أنينٍ … من شجٍ ذي عللِ
فهي لنوحِ العودِ ما … زالتْ ولما تزلِ
كأنهُ من أضلعي … فإنْ بكى تضحكُ لي
كأنها عصفورةٌ … وأنتفضتْ من بللِ
ترتجُّ كالطيرِ غدا … في كفَّةِ المحتبلِ
تهتزُّ لا من خبلٍ … وكلُّنا ذو خبلِ
تلهو ولا من شغلٍ … وكلُّنا ذو شُغُلِ
ناظرةٌ في رجلٍ … مغضيةٌ عن رجلِ
من حاجبٍ لحاجبٍ … ومقلةٍ لمقلِ
كالشمسِ للعاشقِ … والشعرُ لهُ كزحلِ
باسمةٌ عابسةٌ … مثلَ الضُّحى والطفلِ
واثبةٌ ساكنةٌ … مالتْ ولما تملِ
بيننا تقولُ اعتدلتْ … تقولُ لم تعتدلِ
وقدْ تظنُّ ابتذلتْ … فينا ولم تبتذلِ
تمثلُ الذي درتْ … شفاهها من قبلي
فعَجَلٌ في مهلٍ … ومهلٌ في عَجَلِ